“أوامر سرية وحاسمة في اللحظة الأخيرة” بهذه الكلمات تناولت صحيفة “الغارديان” عبر الكاتب “Jason Burke”، توقيت عملية “طوفان الأقصى” لحركة المقاومة الفلسطينية حماس، في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وتحدثت فيها عن قرارات صدرت في توقيت صلاة الفجر.
وبحسب التقرير كان على جميع من شاركوا في دورات تدريبية الالتحاق بالصلاة فجراً ليتم تمرير الأوامر إليهم بطريقة شفهية وتضمنت: “إحضار السلاح الشخصي، والذخائر الموجودة ووضعها ضمن أماكن معينة قبل البدء بتنفيذ الهجوم”.
تحركت الفرق وكافة المجموعات التابعة للمقاومة خلال ساعة وسط سرية شديدة حرصت عليها حماس لضمان نجاح العملية.
وتقول “الغارديان” إن حماس التي صاغت الخطة عبر قيادييها المخضرمين فضلت السرية التامة، وقهرت أجهزة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية التي تتبجح بقوتها.
مُرر قرار الهجوم بشكل شفهي لآلاف المقاتلين من عناصر المقاومة، ما خدع أحد أقوى أنظمة التجسس والمراقبة في العالم، ومنع تسرب أي كلمة إلى شبكة جواسيس الاحتلال في غزة.
فيما قالت الصحيفة إن التعليمات انتشرت في غزة بشكل متسلسل، فأُعطيت أولاً لقادة “الكتائب” المكونة من مائة فرد أو أكثر، ثم لقادة فصائل مكونة من 20 أو 30 فرداً.
وهؤلاء بدورهم نقلوها لقادة فرق مكونة من عشرات الأفراد، الذين نقلوا التعليمات إلى أصدقاء وجيران وأقارب انضموا إليهم في التدريبات التي تقام مرتين أسبوعياً في عشرات المواقع في القطاع، ولم توزع ذخيرة إضافية وأسلحة أكثر قوة إلا بعد هذا التواصل الشفهي والتجمع.
وبعد ساعة، حين بدأت السماء تضيء فوق غزة وبدأت الجموع تتفرق، صدرت تعليمات جديدة، كانت هذه التعليمات أيضاً واضحة ومباشرة ونُقلت شفهياً: أحضروا أسلحتكم وأي ذخيرة لديكم واجتمعوا في مواقع محددة، حتى تلك اللحظة كانت عملية “طوفان الأقصى لا تزال سراً”.
لحظة الهجوم الكبير الكاسح
وبحلول الساعة السادسة صباحاً، أشرقت الشمس وصدرت الأوامر النهائية مكتوبة، وجاء فيها حسب المصادر: على المقاتلين أن يقتحموا الثغرات التي ستُصنع في السياج المحيط بغزة الذي تبلغ تكلفته مليار دولار، ويهاجموا الجنود والمدنيين الإسرائيليين على الجانب الآخر.
فدخل آلاف المقاتلين، قرابة 3000، مستوطنات غلاف غزة، عبر ثغرات في السياج الأمني المحيط القطاع. وانضم بعض أعضاء حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين إلى الهجوم فور علمهم بالاختراق.
الصحيفة زعمت أن الرواية مستمدة من تحقيقات ذكرها أسرى فلسطينيون للاحتلال بعد اعتقال بعض منهم، والبحث عن كيفية حصول هذا العمل الكبير في غلاف غزة.
وأشارت “الغارديان” إلى أن الخطة الدقيقة لعملية “طوفان الأقصى” وضعها رجلان هما القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، ويحيى السنوار رئيس حماس في غزة.
وأعطيت الخرائط والخطط للوحدات المهاجمة بما يشمل 3 مهام لمهاجمة القواعد العسكرية التي تعاني من نقص أفراد أو مستوطنين.
تضمنت الخطط نصب كمائن على الطرق الرئيسية، ومجموعات أخرى لاحتجاز أكبر عدد ممكن من الرهائن ونقلهم للفجوات الموجودة في السياج، فيما كانت فرق مختصة تنتظر أخذ الرهائن إلى مجمع الأنفاق الواسعة تحت قطاع غزة.
وزعمت الصحيفة أنه من بين الأهداف لعملية طوفان الأقصى ضرب خطط تطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، وزيادة تقويض السلطة الفلسطينية.
وذكرت الغارديان أن حماس قامت بتزويد المهاجمين بكاميرات GoPro لالتقاط صور للهجوم، لكن لم يكن هناك دليل على أن الحركة كانت تأمل في السيطرة على الأراضي أو إثارة هجوم أوسع، على الرغم من أنه قيل لبعضهم أن يقاتل حتى النهاية، وفق وصف الصحيفة.
ويعتقد مسؤولو الأمن الإسرائيليون أن القيادة السياسية لحماس في الخارج لم تُطلع على تفاصيل العملية، ولا رعاة حماس في إيران، رغم أن كليهما ربما كان على علم بوجود شيء يجري التخطيط له.
وقال مصدر مقرب من حماس لرويترز الشهر الماضي “كانت الدائرة محدودة جداً”.
زر الذهاب إلى الأعلى