يعتبر سلك العمد العمود الفقري لأجهزة الدولة وتمكنت حركة النهضة من إختراق السلك وبسط نفوذها على أجزاء هام من سلك العمد والمعتمدين وصولاً للولاة والمعتمدين الأول، وتم تعيين عملاء النهضة وأنصارها من المتطرفين في هذه الأسلاك الحساسة والهامة في هيكلة الدولة التونسية.
وتمكنت النهضة من بسط نفوذها على أرجاء واسعة من الإدارات والمؤسسات العمومية وتمكنت من التحوز على قواعد بيانات هامة والحصول على المعلومة حساسة والظفر بالصفقات واللزم والتراخيص والبتات العمومية .. عبر أساليب ملتوية قامت النهضة بمساومة المواطنين على الولاء أو تعطيل المصالح وضرب الخصوم وغلق المنافذ عليهم في كل المؤسسات العمومية والتي تحولت لإمارات تابعة للشيخ راشد الغنوشي.
وكما سقط عدد من المسؤولين في شراك النهضة وقاموا بتسجيل إنخراطات لدى حركة النهضة وذلك طمعاً في التدرج في المراتب والمناصب وضمان حماية من انصار النهضة وعدم التعرض لهم لدى المحاكم على خلفية ملفات فساد، أو حتى الكتابة عنهم في صفحات الثورة والإخوانجية، حتى أن كبار الفاسدين السياسيين وأباطرة الفساد لم تجرؤ صفحات الإخوانجية طيلة العشر سنوات الماضية لكتابة تدوينة واحدة عنهم، ناهيك عن ملفات هامة، كانت ضمن صفقات عقدها الغنوشي بالتعاون مع السبسي في فرنسا لعدم التطرق لها وفي إطار توافقات وفي إطار قسمة المناصب صلب الدولة التونسية.
وأصبحت المناصب والدولة غنيمة لدى حركة النهضة ونداء تونس وتحيا تونس وهدفها خدمة المصالح الشخصية والحزبية والسياسية وخدمة أجندات أجنبية إستعمارية.
وقد توعد مؤخراً الرئيس قيس سعيد بالتدقيق في كافة الإنتدابات خلال العشرية السوداء والتعهد بوضع إصلاحات عميقة وشاملة صلب الإدارة التونسية وأجهزة الدولة ومراجعة عديد التشريعات والقوانين قصد وضع حد كل الإختراقات للعدو وعملاء الإستعمار ولتطوير عمل الإدارة ونجاعة القانون خدمة لمصلحة المواطن.
كتبه: توفيق العوني
زر الذهاب إلى الأعلى