أدى الهجوم الذي شنته حركة “حماس” على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي، والحرب المستعرة بين الطرفين منذ الهجوم إلى هجرة أعداد كبيرة من المهاجرين اليهود من إسرائيل بشكل عكسي إلى دول أخرى؛ فراراً من الحرب وظروف عدم الاستقرار الناجمة عنها، وقد فاق عدد هؤلاء المهاجرين عدد نظرائهم الذين قرروا ترك إسرائيل في السنوات السابقة، فكم بلغ عدد هؤلاء المهاجرين اليهود المغادرين لإسرائيل بسبب الحرب؟
بلغ عدد اليهود الذين غادروا إسرائيل في نهاية 2020 م، 756 ألفًا ممن يحملون الجنسية الإسرائيلية، وارتفع العدد إلى 900 ألف بنهاية عام 2022م، وفقًا لبيانات دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية، فيما نقلت صحيفة “زمان إسرائيل”، عن سلطة السكان والهجرة الإسرائيلية الحكومية، أنه منذ بداية الحرب وإلى غاية نهاية نوفمبر (تشرين الثاني)، غادر حوالي 370 ألف إسرائيلي البلاد، يضاف إليهم 600 ألف سافروا إلى الخارج خلال العطلات وبقوا هناك حتى 7 أكتوبر، ليصبح المجموع نحو 970 ألفاً.
ومن بين الفئات، التي سافرت للخارج ورفضت العودة؛ شباب استدعوا إلى التجنيد والمشاركة في حرب غزة، لكنهم تخلفوا وتواجههم عقوبات، خاصة في ظل ارتفاع معدل التخلف عن التجنيد، وقد بلغ معدل الرحلات المغادرة لمطار بن غوريون 120 رحلة يوميًا، وهو المعدل الأكبر المسجل في المطار على مدى الأشهر والسنوات الأخيرة، بمعدل 24 ألف مسافر يومياً، ووفقًا لموقع “فلايت رادار 24″، بالإضافة إلى 16 ألف يغادرون يومياً عبر رحلات مطاري إيلات وحيفا، وعن طريق البحر من ميناءي حيفا ويافا.
وتؤثر الهجرة العكسية على قطاعين رئيسيين في إسرائيل، أولهما نقص العمالة في القطاع الاقتصادي، والثاني متعلق بالقطاع العسكري الذي يعاني من رفض الالتحاق بالجيش، لأسباب مختلفة، فالحرب على غزة حرمت إسرائيل من استخدام اليد العاملة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، والهجرة العكسية فاقمت أزمة الحاجة إلى عمالة في مختلف الأنشطة الصناعية والزراعية والخدمات، ناهيك عن استدعاء الجيش الإسرائيلي 360 ألفًا من جنود الاحتياط من إجمالي 465 ألفًا، ما يستنزف العمالة ويضغط بشدة على مختلف القطاعات الاقتصادية كلما طالت الحرب أكثر، ما يجعل من الهجرة العكسية لليهود نزيفًا سكانيًا وكابوساً يؤرق إسرائيل.