في مثل هذا اليوم منذ 13 عشرة سنة كانت الأحلام كبيرة و الإنتظارات أكبر ، هتف شعب من تحت الأصفاد خبز وما و بن علي لا ، كانت صيحة مدوية هزت العالم بأسره ، تسونامي جارف عبر المحيطات و القارات .
سرعان ما تحولت إرادات الحرية و العدالة الإجتماعية إلى حروب و فوضى سميت بالخلاقة ، شيئا فشيئا ، أصبحت صراعات إثنية و عرقية و عقائدية و مذهبية و طائفية و حزبية .
تمكنت ماكينة رأس المال المضطهدة للشعوب و المسيطرة على الموارد من أن تلتف و تغير واجهاتها و خطابها و صارت أقوى بكثير من ذي قبل ،لقد اقتحمت مجالات إقتصادية و قطاعات إنتاجية كانت تحت سيطرة الدولة كمنافس ، أصبحت اللبرالية أكثر توحشا و هي تحاول إنقاذ نفسها من أزمة تكدس رأس المال و انهيار الأسواق و قيمة العملات (على إثر أحد تمظهراتها ، أزمة الرهن العقاري في 2008 ) كان الهدف هو العودة إلى المستعمرات بحثا عن المواد الحاملة للقيمة في ذاتها ( المعادن و الطاقة ، و الغذاء و الماء ) أي الأرض نفسها ، لا تزال هذه المعركة متواصلة إلى اليوم ، تتخذ مبررات عديدة و عناوين مختلفة لإحداث التأثير في موازين القوى على الأرض و في ساحات القتال ( الثورة ، الحرب المقدسة ، حرب آخر الزمان ، المسيح الدجال ، المهدي المنتظر ، إسرائيل الكبرى ، المليار الذهبي …) وغيره من التيارات و الأنساق الفكرية التي تصب جميعها في مجال إذكاء الصراع و السيطرة على المجال ، ذلك بغض النظر عن مدى صدقية التصورات المذكورة و لكنها لا تخرج جميعها عن التوازنات و معادلات القوة ، قوانين حركة التاريخ ، الأسباب ، مهما كانت التسميات باختلاف الحقول المرجعية للمصطلحات .
هندسة المناخ و كورونا و هندسة الجيولوجيا ، و الهندسة العضوية ، تقنيات الإتصال و التحكم الجماعي ، كلها أسلحة جديدة تضاف للمركافا و الطائرات و الصواريخ و الرشاشات تستعمل في هذه الحرب العالمية الثالثة .
يبقى أن الإنسان كائن ثقافي بامتياز و أن القناعات و المبادئ محدد أساسي في السلوك الإقتصادي و العسكري أثبتت التجربة أنه قادر على قلب موازين القوى و التأثير في مجريات المعركة .
ذهب بن علي و شح معه الخبز أيضا ، لعبت معارك الشرق الأوسط و هجرات البحر المتوسط و ثقافة ضرب الأسرة و القوانين الداعمة لها و البطالة و الفيروسات القاتلة دورا هاما في تحقيق أهداف هندسة الديمغرافيا و إنتقاء الفئات المستهدفة بالإبادة ليس في تونس فقط بل في كل العالم.
أين نحن من هذا ، أي شق للمعركة اخترنا من أجل مواجهة الفناء ، كشعب و كأمة ،؟؟؟!!!!
تقديري أن لا خيار عن و حدة شمال إفريقية ، شاملة ، الحرب ستحسمها معارك البحار و تقنيات الرادار و الساتيليت .
بقلم برهان العجلاني، الناشط السياسي