تشتهر قرية دهوردو في منطقة ران أوف كوتش بولاية غوجارات بجمالها الطبيعي الخلاب وتقاليدها الثقافية الغنية.
في قلب المناظر الطبيعية المترامية الأطراف في ولاية غوجارات، تقع قرية دهوردوDhordo، وهي قرية تقع في منطقة الصحراء البيضاء ” ذو غريت ران أوف كوتش The Great Rann of Kutch” ، والتي تعد بمثابة تجسيد للتراث الثقافي الغني للهند وجاذبية الجمال الطبيعي المطلق. في الآونة الأخيرة، حصلت هذه الجوهرة المنعزلة على اعتراف دولي، وحصلت على اللقب المرموق “أفضل قرية سياحية” من قبل منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة (UNWTO) . يعد هذا الاعتراف بسحر القرية انجازا عظيما و يضع امكانات الهند السياحية الهائلة في منظورها الصحيح .
ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بخبر حصول القرية على الجائزة و شهدت ايضا ارتفاعا في عدد الصور التي شاركها المستخدمين لذكرياتهم في ذلك المكان تحت شعار #AmazingDhordo . و في منشور على موقع التواصل الاجتماعي X , قام رئيس الوزراء الهندي السيد ناريندرا مودي و المعروف بدوره الكبير في الترويج للتنوع الثقافي و الفرص السياحية في الهند بكتابة ما يلي: “اني سعيد جدا لرؤية الاحتفاء الذي تشهده دهوردو في كوتش لتنوعها الثقافي و جمالها الطبيعي. ان هذا التكريم لا يعرض فقط إمكانات السياحة الهندية ولكن أيضًا تفاني شعب كوتش على وجه الخصوص.”
رحلة دهوردو إلى هذه الإشادة مليئة بقصص التفاني والمرونة . عمل السكان المحليون بروحهم التي لا تنضب لسنوات، محافظين على التقاليد وحاميين للبيئة و مرحبين بحرارة بكل زائر من خلال قصصهم و ابتساماتهم.
إلى جانب الجمال الخلاب، يكمن جوهر دهوردو في مجتمعها. ان الزائر الذي يدخل إلى دهوردو لا يرى قرية فحسب بل يمكنه التمتع بمغامرة ثقافية .كل زاوية من هذا المكان تروي قصة مختلفة, بدءا من “Bhungas” و هي بيوت الطين التقليدية المزينة بالمرايا و التي تعكس المخزون الفني للمنطقة وصولا الى الصحراء البيضاء الشاسعة المتلألئة تحت القمر.
لا يمكن للمرء أن يذكر دوردو دون تسليط الضوء على مهرجان ران أوتساف the Rann Utsav المقرر انعقاده هذه السنة من نوفمبر 2023 إلى فيفري 2024 . يزين هذا الاحتفال السنوي الصحراء بمزيج من الألوان والأصوات والنكهات. كما يرقص السياح والسكان المحليون على حدٍ سواء على أنغام موسيقى غاربا ودانديا راس التقليدية، بينما يمتلئ الهواء برائحة مأكولات كوتش الأصيلة.
المجتمعات المحلية والسياحة المستدامة:
تعتبر المجتمعات المحلية الأساس الذي يبنى عليه نجاح المبادرات السياحية، خاصة في المناطق الغنية بالأهمية التاريخية والثقافية. إن ارتباطهم العميق بالأرض والتقاليد والقصص يجعلهم لا غنى عنهم في الحفاظ على جوهر هذه الوجهات. عندما نتحدث عن السياحة المستدامة، فإن هذه المجتمعات ليست مجرد مشاركين، بل هي المحرك الأساسي.
ومن أجل تسخير هذه الإمكانات، تحدد الحكومة الجوانب الحاسمة لتزويدهم بالأدوات والتدريب والدعم الذي يحتاجون إليه. ومن خلال تمكينهم بالمهارات الأساسية، سواء كان ذلك في الإدارة أو الضيافة أو الحفاظ على البيئة، ومن خلال تسليحهم بالمعرفة الصحيحة حول أفضل الممارسات العالمية، فإننا نخلق بيئة يمكنهم من خلالها الازدهار. علاوة على ذلك، عندما تتاح لهم إمكانية الوصول إلى الموارد اللازمة، سواء كانت مالية أو تتعلق بالبنية التحتية، يمكنهم الانتقال من مراقبين سلبيين إلى حماة ومروجين نشطين لتراثهم الثقافي والطبيعي.
ويمتد دورهم إلى ما هو أبعد من مجرد الصيانة. لديهم القدرة الفريدة على نسج القصص والتقاليد والتجارب بطريقة أصيلة وجذابة للزوار. وبينما يتولون زمام صياغة هذه التجارب الحقيقية، فإنهم في نفس الوقت يرفعون معايير السياحة في منطقتهم.
علاوة على ذلك، فإن تفانيهم في سبيل البيئة والإرث الذي ورثوه يعني أنهم يقودون جهود الحفاظ عليها بشغف ونزاهة لا مثيل لهما. هذه العلاقة التكافلية بين المجتمع والسياحة لا تعزز تجربة الزائر فحسب، بل تضمن أيضًا استدامتها للمستقبل.
في الختام، إن حصول دهوردو على لقب “أفضل قرية سياحية” ليس مجرد جائزة؛ إنها شهادة على الإمكانات السياحية غير المستغلة في الهند. إنها دعوة واضحة للاعتراف بالوجهات التي لا تعد ولا تحصى والتي تنتشر في هذه الأمة الشاسعة واحترامها والترويج لها بشكل مسؤول وأن تكون جزءًا من الروح الراسخة للمجتمعات المحلية والاحتفال بها وتنوعها الغني ونسيجها الثقافي.
زر الذهاب إلى الأعلى