مئات أحباء العدو في الطبيعة من تونس والخارج يؤكدون مشاركتهم في “ترايل” الجمال والتحدّي بقرية الشفاّر والبطل الأولمبي محمد القمّودي ينزل ضيف شرف للدورة
بعد دورة أولى ناجحة بكل مقاييس التنظيم والمشاركة والإشعاع حققتها بامتياز جمعية نادي العدو بصفاقس Run in Sfax، يعود “سباق التحدي فينيكس”Phoenix Running Challenge ، أحد سباقات الطبيعة المعروفة بمسمى “ترايل” Trail للانعقاد من جديد في دورة ثانية يوم 10 فيفري 2024 في رحاب قرية الشفّار التابعة لمعتمدية المحرس (30 كيلومترا جنوب مدينة صفاقس).
وتتميّز هذه الدورة الثانية لهذا الحدث الرياضي ذي الأبعاد الإيكولوجية والثقافية والتنشيطية والذي يقام مرة كل سنة ببرمجة طموحة ومشاركة واسعة لأحباء العدو في الطبيعة والرياضة للجميع من تونس وخارجها حيث ينتظر أن تسجّل التظاهرة حضور أكثر من 1500 مشارك تونسي وأجنبي من مختلف ولايات الجمهورية ومن الجزائر وليبيا وفرنسا.
كما تتميز بحضور البطل الأولمبي التونسي محمد القمودي الذي ينزل ضيفا على التظاهرة ويعطي إشارة انطلاقها. للتذكير فإن القمودي كان شرّف تونس 4 مرات في 3 نسخ من الألعاب الأولمبية لسنوات 1964 و1968 و1972 (ميدالية ذهبية في سنة 1968 في سباق الخمسة آلاف متر وميدالية فضية في 1964 وفي 1972 في سباق 10 آلاف وسباق 5 آلاف متر وبرنزية في سنة 1968 في سباق 10 آلاف متر).
ويتعزز البعد الدولي لـ”سباق التحدي فينيكس” المنظم هذه السنة بالشراكة مع الجامعة التونسية لألعاب القوى حيث تسعى هيئة التنظيم إلى تحويله إلى تظاهرة دولية بداية من الدورة الثالثة بحسب ما أكّده خلال ندوة صحفية انعقت اليوم الأربعاء رئيس لجنة التنظيم الدكتور محمد أمين المسدّي الذي يعتبر أن اهتمام العدائين وأحباء سباقات الطبيعة في عديد الدول بسباق “فينيكس” يتزايد كل يوم. وتابع قائلا: “ننتظر أن تكون المشاركة الأجنبية كبيرة جدا في النسخة القادمة بما من شأنه أن يعزّز مساهمة مثل هذه التظاهرات الرياضية في التسويق لتونس كوجهة ثقافية وسياحية ورياضية مميزة”.
وتعتبر سباقات الطبيعة “ترايل” من الرياضات التي عرفت انتشارا واسعا في السنوات الأخيرة عبر العالم. فقد تطور عدد العدائين الممارسين لرياضة سباقات “الترايل” من 4،5 مليون عدّاء وعدّاءة في 2006 إلى 6 ملايين في 2012. أمّا اليوم فيُقدَّرُ عدد متعاطي هذه الرياضة في أوروبا وحدها بنحو 8 ملايين شخص.
وتتميز الدورة الثانية لتظاهرة “سباق فينيكس”، كما بيّن ذلك رئيس جمعية العدو بصفاقس خالد الجمل بتطوير الجانب التنشيطي والمشهدي من خلال تحويل مكونة القرية التنشيطية التي ضمت في الدورة الأولى مشاركة عدد من الجمعيات الشريكة بخيام عرض وتحسيس وتنشيط وخدمات للجمهور إلى مهرجان متكامل يضم كل هذه المكونات مع فرق موسيقية وفنية تقدم سلسلة من العروض بساحة مدخل شاطئ الشفار بشكل متتابع من الساعة الثانية والنصف ظهرا إلى نهاية التظاهرة على الساعة التاسعة ليلا.
وللتذكير فإن سباق “الفينيكس” يتمثل في العدو داخل حلقة تمتد على 7 كيلومترات في أقلّ من ساعة لينطلق المتسابقون من جديد على رأس الساعة الموالية في ذات المسلك وذلك إلى حين إتمام 12 حلقة وتكون الأخيرة حلقة السرعة التي يتوج في نهايتها المتسابقون الثلاثة الأوائل الأسرع.
وينصّ نظام المسابقة الذي وقع ضبطه في مدونة تم نشرها على الموقع الرسمي لجمعيّة “ران إين صفاقس” الحاضنة للتّظاهرة، على أن يقطع كل متسابق المسافة في أقل من ساعة ويستفيد في الوقت الذي يفصله عن انطلاق الحلقة الموالية على رأس الساعة من فسحة من الراحة والتزوّد بالماء والإعاشة، في حين يُقصى كل متسابق يتجاوز الساعة في قطع المسافة ولكنه ينال ميدالية مشاركة إذا أتم حلقة واحدة على الأقل.
ويتميز مسار السباق الذي شملته سلسلة من حملات النظافة في الفترة المنقضية وتم تحديد معالمه بعناية من طرف المسؤولين والمختصين في نادي العدو بصفاقس وشركائه بالتقيد بالمعايير الإيكولوجية حيث اشتمل رسم المسلك على العناصر الرئيسية المميزة للمشهد الطبيعي العام في قرية الشفار ولا سيما الزياتين والوادي والغابة والشاطئ والكثبان الرملية والطريق المؤدية إلى القرية. وتجسيما لهذا الهدف الإيكولوجي سيكون المتسابقون ممنوعين من استعمال قوارير الماء البلاستيكية أثناء العدو حتى لا يقع تلويث الطبيعة بهذه القوارير ومن أجل التحسيس بضرورة التقليص من استعمال المواد البلاستيكية وإلقائها في الطبيعة.
بالموازاة مع المسابقة الرئيسية التي اختار لها المنظمون اسم “تحدّي فينيكس” والموجهة بالأساس إلى العدائين المتمرّسين وكل من يرغب في المشاركة من مختلف الفئات (رجالا ونساء)، يشتمل برنامج التظاهرة على مسابقة صغرى ثانية تحمل اسم “مسابقة الاكتشاف”. وستقام هذه المسابقة التي يقتصر فيها العداؤون على قطع 3 حلقات فقط بطول سبعة كيلومتر للحلقة الواحدة، في موعد صباحي على الساعة التاسعة تزامنا مع انطلاق سباق التّحدّي. كما تنتظم “جولة عبر الطبيعة” مساء على الساعة الثالثة، ويرمي المنظمون من خلال هاتين المكونتين إلى إتاحة الفرصة أمام كل من يتعذر عليه المشاركة في المسابقة الرئيسية “فينيكس” التي تستغرق وقتا أطول وتتطلب جهدا أكبر.