حول التطوّرات الأخيرة في الشًرق الأوسط و الهجوم الذي قامت به إيران بالمسيّرات و الصواريخ على إسرائيل كالعادة و في إطار التلاعب بالمزاج العام و تخديره بالخطابات الشعبويّة يتمّ تسويق الهجوم الإيراني على أنّه نصرة للفلسطينيين و نصر عظيم لم يحصل منذ عقود و ملحمة لم يجرؤ عليها أحد من قبل.
إنّ الصراع في الشرًق الأوسط و الذي يعتبر بشكل ما “محرار ” السياسة الدّوليًة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار حجم الرهانات الاستراتيجية و منابع الطاقة … هوّ أعقد من أن نفسّره بحادثة معزولة (الهجوم الإيراني ) لا تغيًر شيئ في موازين القوى على الأرض و في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي و لو وضعنا الحادثة في سياقها باعتبارها ردًة فعل على اغتيال الجنرالين الإيرانيين و باعتبار أنّ صراع هذه القوى إقليمية (إسرائيل و إيران) هوّ في النهاية أدوار تسند في إطار صراع أكبر بين الولايات المتًحدة و روسيا ، هذه القوى لن تسمح للطرفين بالدخول في حرب و تخريب الموازنات في كلً الأحوال.
هذه الضربات الخاطفة و الاستفزازات من هذا الطرف أو ذاك تكرّرت عديد المرّات و السبب في ذلك هوً الكيانات السياسية التي تدعمها إيران( حزب الله و بعض الفصائل الفلسطينية) و التي تمثًل خطّ الدفاع الأوّل عن الأمن القومي الإيراني و النظام الإسرائيلي الذي يقوم بضربات استباقية و استعراضية ضدً هذه القوى و في المنطقة عموما.
ما يؤسفني هوّ استغلال الوعي المتدنّي لشعوب المنطقة و الخطابات المبتذلة و المضلًلة و الحال أنّ الفلسطينيين يتعرًضون لحرب إبادة بأتمّ معنى الكلمة و يتمّ تهجيرهم قسريّا تمهيدا للإجهاز على القضية الفلسطينية و قد أصبحت نوايا إسرائيل واضحة منذ إعلان القدس عاصمة لإسرائيل .
لم يبق للفلسطينيين سوى توحيد الصفوف و المقاومة و الصمود و التعويل عن الذات أمّا هذا الهجوم أو الاشتباكات التي تحصل من حين لآخر على الحدود اللبنانية فلن تغيًر شيئا لموازين القوى على الأرض.
المسؤولية الملقاة على عاتق دول المنطقة هيّ توحيد الموقف العربي و التأثير على الرأي العام الدولي للظغط على إسرائيل و إجبارها على العودة للمفاوضات و قد تخلّوا عنها هذه المسؤولية بعد أن اجتاحت إسرائيل العرب بآفة التطبيع و الذي أصبح مفروضا على دول المنطقة بعد ما وصلت إليه هذه الدّول من ضعف و وهن في كلّ المستويات و على كلّ الأصعدة.