أعلن مسؤول في المخابرات العسكرية الأميركية استقالته من منصبه احتجاجاً على الدعم الذي تقدمه إدارة الرئيس جو بايدن لإسرائيل في حربها على قطاع غزة.
وكشف هاريسون مان، وهو ضابط في الجيش الأميركي برتبة رائد (ميجر)، أن الاستقالة التي قدمها كانت في الواقع بسبب “أذى معنوي” ناجم عن الدعم الأميركي لحرب إسرائيل على غزة والأضرار التي لحقت بالفلسطينيين.
وأوضح في رسالة شاركها سابقاً مع زملائه ونشرها الاثنين على حسابه في “لينكد إن”، أن الخوف منعه لبضعة أشهر من البوح ببواعث الاستقالة، قائلاً: “خفت من انتهاك معاييرنا المهنية ومن مسؤولين أحترمهم. خفت من شعوركم بالتعرض للخيانة، أنا متأكد من أن بعضكم سيشعر على هذا النحو عند قراءة هذا”.
وأوضح مان أنه ينحدر من أسرة يهودية أوروبية، وأنه عمل طيلة 13 عاماً في صفوف جيش بلاده، فيما كان يعمل مؤخراً في مهمة “محلل استخبارات الشرق الأوسط”.
وأعرب الضابط الأميركي عن شعوره ب”الخزي والذنب إزاء مشاهد القتل والدمار الوحشية” القادمة من غزة طيلة الأشهر الماضية، مؤكداً أنه “لم يكن بإمكانه مواصلة عمله متجاهلاً كل ذلك”.
وكان الجندي الأميركي آرون بوشنل، توفي بعدما أضرم النار في نفسه أمام السفارة الإسرائيلية بواشنطن في 25 فيفري تنديداً بالحرب على غزة، قائلاً في تسجيل مصور إنه لن يكون متواطئاً بعد الآن في الإبادة الجماعية، وذلك قبل أن يشعل النار في نفسه وهو يصرخ “فلسطين حرة”.
وبعد وفاة بوشنل، أعلن الجندي في القوات الجوية الأميركية لاري هيبرت اعتصامه أمام البيت الأبيض لأيام مع إضرابه عن الطعام، للمطالبة بوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، الذي يتعرض لحرب مستمرة خلّفت عشرات آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين وسط وضع إنساني يوصف بالكارثي ومجاعة متفاقمة تخيم على القطاع المحاصر.
وفي السياق، أكدت الولايات المتحدة مجدداً على لسان مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، أنها لا تعتبر أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في قطاع غزة.
وقال سوليفان في مؤتمر صحافي الاثنين: “نعتقد أن إسرائيل بإمكانها ويتعين عليها أن تبذل مزيداً من الجهد لحماية المدنيين الأبرياء. ولا نعتقد أن ما يحصل في غزة هو إبادة”.