شهدت أسعار الأضاحي ارتفاعاً كبيراً هذا العام وصل إلى حدود غير مسبوقة. وبلغ ثمن “العلوش” أو الخروف الواحد أكثر مليون ونصف ، مما أثار غضب واستياء العديد من المواطنين الذين يجدون أنفسهم أمام تحديات مالية كبيرة تحول دون تمكنهم من شراء الأضاحي.
وتشير الأرقام إلى أن أسعار الأضاحي في تونس قد تضاعفت خلال السنوات الأخيرة. ويعود هذا الارتفاع إلى عدة عوامل، منها زيادة تكاليف الأعلاف والنقل، بالإضافة إلى انخفاض قيمة الدينار التونسي وارتفاع معدلات التضخم. وتضاف إلى ذلك الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد، والتي زادت من تدهور القدرة الشرائية .
وفي ظل هذا الوضع، بدأت تتصاعد دعوات لمقاطعة شراء الأضاحي كنوع من الاحتجاج على غلاء الأسعار. وقد انتشرت هذه الدعوات على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث دعا بعض النشطاء إلى تحويل هذه المناسبة إلى فرصة لمساعدة المحتاجين وتقديم التبرعات بدلاً من شراء الأضاحي.
لكن رغم هذه الدعوات، لا يمكن إغفال أهمية عيد الأضحى في الثقافة الإسلامية. فعيد الأضحى يُعتبر من أهم المناسبات الدينية، حيث يجسد قيم التضحية والإيثار والتكافل الاجتماعي. ويحرص المسلمون خلال هذا العيد على أداء سنة الأضحية التي تعد جزءاً أساسياً من الشعائر الدينية.
في مواجهة هذه التحديات، يتوجب على الحكومة التونسية اتخاذ إجراءات عاجلة للتخفيف من حدة الأزمة. ومن بين هذه الإجراءات، دعم مربي الماشية وتوفير الأعلاف بأسعار مدعمة، بالإضافة إلى مراقبة الأسواق للحد من الاحتكار والمضاربة. كما يمكن تشجيع المواطنين على التشارك في شراء الأضاحي وتوزيعها، مما يخفف العبء المالي على الأسر.