تتحدى شركة Tomorrow Bio الألمانية مفهوم الموت التقليدي، حيث تقدم لعملائها فرصة فريدة لتجميد أجسادهم أو أدمغتهم عند الوفاة، على أمل إعادتهم إلى الحياة في المستقبل عندما تسمح التكنولوجيا بذلك.
مفهوم جديد للموت
وعلى الرغم من التكلفة الباهظة للخدمة، التي تصل إلى 170 ألف جنيه إسترليني لتجميد الجسم بالكامل أو 63 ألف جنيه إسترليني لتجميد الدماغ فقط، إلا أن أول مختبر لحفظ الدماغ بالتبريد في أوروبا يشهد إقبالاً متزايداً.
تحقيق الخلود
تثير التقنية الجديدة تساؤلات أخلاقية وعلمية حول إمكانية تحقيق الخلود، وتفتح الباب أمام نقاش مجتمعي حول مستقبل الحياة والموت.
وتزعم الشركة، التي تأسست في عام 2020، أنها جمدت بالفعل ستة أشخاص وخمسة حيوانات أليفة، مع وجود 650 عضوًا مدفوع الأجر ينتظرون فرصتهم للانضمام إليهم.
وتتم عملية الحفظ بالتبريد عن طريق تجميد شخص متوفى حديثًا في درجة حرارة -198 درجة مئوية، بهدف الحفاظ على الجسم في حالة ركود كما كان في لحظة الوفاة، ليتم إنعاشه وعلاجه من أي مرض تسبب في وفاته في المستقبل.
وتتميز شركة Tomorrow Bio بتقديم خدمة فريدة من نوعها، وهي الحماية بالتبريد الميداني، حيث تبدأ عملية التجميد فورًا بعد إعلان وفاة المريض قانونيًا، باستخدام سيارات إسعاف مجهزة تعمل كغرف جراحية متنقلة.
وتعتمد الشركة على فرق الاستعداد والاستقرار والنقل (SST) الموجودة في برلين وأمستردام وزيورخ لضمان سرعة تنفيذ هذه العملية.
النيتروجين السائل
وتؤكد الشركة أن هذه الحاويات يمكن أن تحافظ على الأجساد والأدمغة إلى أجل غير مسمى، طالما يتم تزويدها بالنيتروجين السائل بانتظام.
وتشير الشركة إلى أن 650 شخصًا قد سجلوا بالفعل للحصول على هذه الخدمة، بدفع رسوم عضوية شهرية قدرها 50 يورو، وأن متوسط عمر المشتركين هو 36 عامًا.
وتتنوع دوافع المشتركين، فمنهم من ينجذب إلى إمكانية السفر إلى الفضاء في المستقبل، ومنهم من يخاف الموت ويرى في هذه التقنية أملاً في تمديد حياته.
ويؤكد المؤسس المشارك للشركة، أنه يخطط لتجميد جثته بالتبريد، وأنه مدفوع بحب الحياة وليس الخوف من الموت.
يذكر أن تقنية التجميد العميق ليست جديدة، حيث سبق أن تم تداولها في الثقافة الشعبية من خلال أفلام مثل Demolition Man والبرامج التلفزيونية مثل Futurama، كما ذكرت تقارير أن عددا من المشاهير اتخذوا ترتيبات لتجميد جثثهم بعد وفاتهم.