يعتبر قطاع تكنولوجيات الإتصال من القطاعات الاستراتيجية الهامة التي تعول عليها الدولة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وتدعيما للدور الريادي الذي يضطلع به هذا القطاع في تطوير بقية القطاعات الاقتصادية الاخرى على غرار الصناعة، التربية، السياحة، الفلاحة وغيرها، خصصت الدولة التونسية خلال السنوات الأخيرة استثمارات كبرى لتطوير شبكات الاتصالات وللاستجابةً للاحتياجات المتزايدة إلى خدمات الاتصالات والإنترنات القارة والجوالة عبر الشبكات الأرضية أو عبر الأقمار الصناعية سواء للأفراد أو للمؤسسات، وذلك وفق الإستراتيجية الرقمية الوطنية 2025.
وتدعيما للمجهودات الوطنية في مجال الرقمنة، ساهمت الشركة الوطنية للاتصالات اتصالات تونس، المشغل التاريخي، في تنفيذ العديد من المشاريع الوطنية الكبرى التي تهدف إلى تحسين البنية التحتية وتوفير خدمات ذات جودة عالية، وذلك تحت إشراف وزارة تكنولوجيات الاتصال مثل:
– مشروع تغطية المناطق البيضاء الذي شمل في مرحلته الأولى 15 ولاية و94 عمادة، مما يؤمن تغطية 164 مدرسة و59 مركزًا للصحة الأساسية لفائدة 180 ألف ساكن.
-مشروع EDUNET 10 لتوفير شبكة الألياف البصرية والإنترنت العالي التدفق لفائدة 3300 مؤسسة تربوية.
– توسيع الشبكة الإدارية المندمجة لربط أكثر من 1500 موقع تابع للمؤسسات العمومية (مثل الوزارات والبلديات والمؤسسات الإدارية) بهدف تحسين جودة خدماتها.
-الانتقال إلى النسخة السادسة من بروتوكول الإنترناتIPv6 ، التي توفر سرعة في الإبحار وسلامة سيبرنية عالية وقدرة على استيعاب تطبيقات إنترنات الأشياء و استيعاب منظومات تتطلب نطاقًا أوسع لعناوين .IP
-إقامة وتشغيل شبكة اتصالات لتوفير خدمات الجيل الخامس (5G) بهدف تعميم التغطية العالية التدفق على كامل التراب الوطني، واستيعاب تطبيقات جديدة تحتاج إلى سرعة استجابة عالية وقدرة على استيعاب عدد كبير من المستخدمين في مساحات صغيرة وذات كثافة عالية.
ورغم نشاط إتصالات تونس في مناخ تنافسي، شهدت وضعية ومؤشرات الشركة المالية والتجارية تحسنًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة. حيث حققت إتصالات تونس في سنة 2023، رقم معاملات قدره 1323 مليون دينار، بنسبة تطور 3% مقارنة بسنة 2022، ونتيجة محاسبية إيجابية صافية قدرت بـ 63 مليون دينار، بنسبة تطور 26% مقارنة بسنة 2022. وحسب تقرير الهيئة الوطنية للإتصالات، بلغت حصة إتصالات تونس من إيرادات سوق الاتصالات 38.3%، بينما تقدر حصتها من سوق الهاتف الثابت نحو 75%، وقرابة 31% من سوق الهاتف الجوال. وهذا ما يعكس الجهود المبذولة من قبل الدولة وشركة اتصالات تونس لدعم التحول الرقمي وتوجه قدما نحو جيل جديد من خدمات الاتصالات في تونس.
