أكدت الأخصائية الغذائية بالمعهد الوطني للتغذية بتونس، مريم كشك الزعبي، إنّ المأكولات المعدة في اجهزة الطبخ بالهواء الساخن Air fryer تحافظ على قيمتها الغذائية مثلها مثل الطبخ بالفرن إذ تقلل هذه الالات من إستهلاك الدهون والزيوت.
وأشارت الزعبي، في تصريح لوكالة تونس افريقيا للانباء، “إلى أنّ المأكولات يجب أن تكون مطهوة جيّدا من الداخل حتى لا تبقى نيئة كما يجب توزيع المادة الغذائية على كامل الاناء المخصص لها حتى تطالها الحرارة بصفة متوازية وتكون النتيجة “أكلات جاهزة ولذيذة ومطهوة بالكامل”.
وتقوم المقلاة الهوائية أو جهاز الطبخ بالهواء الساخن Air fryer بتوزيع الهواء وتدويره على المحتوى الغذائي الموضوع داخل صحن الجهاز بشكل محكم وبدرجات حرارة عالية وسريعة تصل إلى كل المحتوى وبوقت سريع.
وأوضحت الاخصائية أن إضافة كمية صغيرة من الزيت على المأكولات لا يقلل من قيمتها الغذائية عند إستعمال الهواء الساخن، مشيرة الى أنّ الجهاز صحيّ للإنسان ومربح للوقت فضلا عن كونه لا يصدر روائح الأكلات ولا يزيد من الحرارة العادية في المطبخ، مشيرة إلى أن إستعمال ورق الطبخ وسيلة لحماية مواد الطبخ من الجراثيم وللجهاز في حد ذاته.
واضافت بالقول، “في السابق لم يكن الخيار متوفرا للحصول على أطعمة مقلية بشكل صحي والإلتجاء إلى الفرن يبقى آخر الحلول إذا ما توفر الوقت، أما اليوم فقد طرحت الشركات الصناعية منتجا جديدا إستقطب الحرفاء من كل الفئات، وهذا يدل على أن درجة الوعي بمخاطر القلي لدى المواطن التونسي زادت ليتحول من مستهلك سلبي إلى باحث عن أكلاته المفضلة المعدة على الطريقة الصّحية، غير ان المختصة في جودة وسلامة الأغذية، رئيس قسم بالمعهد الوطني للتغذية، رنا الغيلوفي، حذرت من الاثار السلبية لمثل هذه الاجهزة اذا كانت مقلدة أو لم يحترم تصنيعها المواصفات.
وقالت:”صحيح إن جهاز الطبخ بالهواء الساخن له جوانب إيجابية، فهو يعمل دون الحاجة إلى القلي أو الزيت ويوفر مأكولات صحية مقارنة بالقلي التقليدي الذي ينتج حمض دسم ترانس “Les acides gras trans” (وهو حمض يتكون نتيجة إفراز الماء عند القلي وينصهر مع الزيت) وبالتالي تقلل من تشكل المواد المسرطنة دون أن تمنعها نهائيا، حسب الدراسات لكن ذلك لا يمكن ان يحجب اثاره السلبية على الصحة اذا ما اخطأ المستهلك استعماله.
وبيّنت الغيلوفي أنه من الضروري ان يكون الجهاز اصليا وليس مقلدا وأن يكون مصنوعا بجودة عالية تخضع للمواصفات الأوروبية.
ونبهت الى ضرورة التثبت عند اقتناء مثل هذه الاجهزة من عدم احتواء مكوناتها على مادتي البسفينول وبيفاس ( bisphénol A et PFAS) التي تعد من أخطر المواد المستعملة في صناعة الادوات المقلدة، وتتسبب في تكوّن المواد السرطانية.
وقالت إنّ الإقبال على هذه الاجهزة خلق سوقا موازية لبيع أجهزة شبيهة خضعت لمعالجات سابقة أو للتغليف، كما تباع عديدة الانواع على شبكات التواصل الإجتماعي التي تحمل علامات تجارية مقلدة ولكن هي في الحقيقة مغشوشة وغير صحية بالمرة، مشيرة الى ان المستهلك يتحمل مسؤولية في التثبت من هذه المواد التي قد تشكل خطرا كبيرا على صحته.
ودعت إلى التثبت من صحة الوعاء المعد للطبخ عند غسله وتفادي إستعمال أوراق طبخ ذات جودة سيئة تلتصق بالوعاء ولا يمكن ازالتها الا بحكها وهذا من شأنه أن يشكل مركبات سرطانية ويتسبب في الإضطرابات الهرمونية خاصة لدى الأطفال.