رددت سيناتورة من السكان الأصليين في أستراليا شعارات مناهضة لما وصفته بالاستعمار البريطاني، وصرخت في وجه ملك بريطانيا تشارلز الثالث خلال زيارته للبرلمان الأسترالي اليوم الإثنين، مما أثار صدمة بين المشرعين والشخصيات الرسمية الحاضرة.
وقالت السيناتورة ليديا ثورب -في كلمات لاذعة رددتها لنحو دقيقة بعد خطاب تشارلز الثالث خلال حفل استقبال أقيم في مقر البرلمان بكانبيرا “أعِد لنا أرضنا! أعطنا ما سرقته منا!”.
وأضافت “هذه ليست أرضك، وأنت لست ملكا عليّ” منددة بما وصفته بأنه “إبادة جماعية” للسكان الأصليين الأستراليين على يد المستعمرين الأوروبيين.
وكانت أستراليا مستعمرة بريطانية لنحو 100 عام قتل خلالها الآلاف من السكان الأصليين وتهجرت مجتمعات بأكملها. ونالت البلاد استقلالها عام 1901، دون أن تتحول لجمهورية. ولا يزال ملك بريطانيا يرأس الدولة في أستراليا.
وتعرف ثورب بمواقفها السياسية المثيرة والجريئة ومعارضتها الشديدة للنظام الملكي.
الزيارة الرسمية رقم 16 التي يقوم بها الملك تشارلز إلى أستراليا (الفرنسية)
ولدى أدائها اليمين الدستورية عام 2022، وجّهت ثورب انتقادا صارخا إلى إليزابيث الثانية، والدة تشارلز الراحلة التي كانت ملكة المملكة المتحدة في حينه. ورفعت ثورب قبضتها اليمنى على مضض، وأقسمت يومها على أن تخدم بإخلاص “جلالة المستعمِرة الملكة إليزابيث الثانية”.
واضطرت رئيسة مجلس الشيوخ سو لاينز في حينه للتوجه إلى ثورب وتوبيخها، قائلة “عليك تلاوة القسم كما كتب على الورقة”.
وعام 1999، صوّت الأستراليون بفارق ضئيل ضد إلغاء الملكية، وذلك في ظل خلافات بشأن ما إذا كان اختيار بديلها سيعود للبرلمان أو الاقتراع المباشر من المواطنين.
والعام الماضي، صوّت الأستراليون بغالبية كبيرة ضدّ إجراءات للاعتراف بالسكان الأصليين في الدستور وتأسيس مجلس استشاري من السكان الأصليين.
ويعتبر الاستقبال -الذي حظي به تشارلز الثالث وزوجته كاميلا بالبرلمان- هو محطة في جولة لمدة 9 أيام في أستراليا وساموا، هي الأولى له خارج بريطانيا منذ تشخيص إصابته بالسرطان في وقت سابق من هذا العام.
وهذه هي الزيارة الرسمية رقم 16 التي يقوم بها الملك تشارلز إلى أستراليا، حيث درس هناك لمدة 6 أشهر عندما كان طالبا بإحدى المدارس عام 1966.