يرى مراقبون بأن الساحة الجديدة للصراعات بين القوى الإقليمية والدولية سيكون العـراق، وتشير كل المستجدات بأن توسع الصراع الإقليمي يتجه للعراق.
و أكدت مصادر أن الضربات الجوية الإسرائيلية ستكون وشيكة على العراق والتي تغلغلت فيها الميليشيات الإيرانية على حساب الدولة العراقية، وتحولت منصة للرد الإيراني المحتمل على الهجمات الإسرائيلية الأخيرة.
وقد كشفت صحيفة معاريف الإسرائيلية عن وجود خطة لاستهداف الفصائل المسلحة في العراق من قبل إسرائيل. ويذكر أن اسرائيل قامت يوم الإثنين الماضي بتوجيه رسالة عبارة عن شكوى الى مجلس الأمن لتبرير الهجوم الجوي الإسرائيلي المرتقب على مناطق بالعراق.
وحول المناطق التي من المحتمل أن توجه لها إسرائيل الضربات، قال خبراء بأن إسرائيل تمتلك بنك أهداف كبيرة وكانت قد بنته طيلة السنوات الماضية (المعابر الحدودية والمستودعات والمناطق الصناعية والمخازن…) وخطوط الإمدادات من ايران والعراق وسوريا صولاً إلى لبنان..
ونقلت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، الإثنين عن مايكل نايتس، الباحث البارز بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى (مقره في واشنطن) قوله إن هناك «قلقا من أن إيران قامت بالفعل بتهريب صواريخ باليستية قصيرة المدى إلى العراق. »
وأوضح أن تهريب الصواريخ جرى عبر «تخبئتها في ناقلات المياه أو النفط، بهدف استخدامها ردا على الهجمات الإسرائيلية» الأخيرة.
وأضاف نايتس: «لدى إسرائيل خطط واضحة في حالة التصعيد من اتجاه العراق، وسيكون الرد على مراحل تشمل أولا مهاجمة البنية التحتية والمرافق، وبعد ذلك، إذا لزم الأمر، تدابير مضادة تستهدف العناصر الرئيسية، على غرار العمليات التي تم تنفيذها في شرق سوريا».
وأشارت الصحيفة إلى أن «مصادر استخباراتية إسرائيلية وأمريكية تحذر من أن إيران قد تزيد من استخدام عملائها في العراق، ردا على عمليات الجيش الإسرائيلي في لبنان وغزة، والتي أضعفت حزب الله وحماس بشكل كبير».
ومن جانبه، قال رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، إن مساعي إسرائيل “بتوسعة الصراع” في المنطقة “يمثل أهم مكامن الخطر لتهديد أمن العراق واستقراره.
كما حذر شياع السوداني من أن الرسالة التي وجهتها إسرائيل إلى مجلس الأمن الدولي تمثل «ذريعة وحجة» للاعتداء على بلاده. كما لفت السوداني إلى رفض العراق الدخول في الحرب.
ودعا السوداني بإعتباره قائد اعلى للقوات المسلحة العراقية المجلس الوزاري للأمن العراقى لإتخاذ عدة إجراءات أمنية لمواجهة التهديدات الإسرائيلية، مؤكداً أن الاتهامات لا تعدو كونها ذرائعَ تهدفُ إلى تبرير عدوانٍ مُخطط له ضدّ العراق من قبل تلك السلطات، في إطار خطوةٍ جديدةٍ تهدف إلى توسيع رقعة الصراع الإقليمي.
وكشفت معلومات بوجود حصانة للفصائل المسلحة والتي لا يمكن أي جهة عراقية التعامل معها، علما وأن الفصائل المسلحة (موالية لإيران) هي أجنحة عسكرية لأحزاب ضمن الإطار التنسيقي الذي هو جزء من تشكيلة الحكومة، وبالتالي الجميع يعرف من يطلق هذه المسيرات والجميع يعرف من هي الجهات المتورطة، وفقا لأحد الخبراء.
ويظل الترقب قائماً أمام الإنتهاكات المستمرة ومخاطر الهجمات الإسرائيلية المرتقبة على العراق والذي عجز عن حماية سيادته على أراضيه واستنجد مجدداً بالقوات الأمريكية لمنع الهجوم الإسرائيلي المحتمل على أراضيه.. ما يزيد في تعميق الأزمة في حال قدوم القوات الأمريكية ودخولها في صراع مباشرة مع الميليشيات الإيرانية بالعراق و توجيه ضربات للعمق الإيراني لتصبح العراق ساحة حرب مفتوحة وساحة جديدة للصراعات الإقليمية.