نظمت أيام قرطاج المسرحية في دورتها الخامسة والعشرين بالشراكة مع المعهد العالي للفن المسرحي بتونس، صباح يوم الخميس 28 نوفمبر 2024، بنزل أفريكا بالعاصمة، ملتقى المعاهد العليا للتكوين المسرحي بأيام قرطاج المسرحية، في دورة أولى كانت تأسيسية حضرها عدد من مديري المعاهد العربية المختصة وأساتذة وأكاديميين مسرحيين من عدة دول عربية.
هذه البادرة لاقت استحسان المشاركين العرب، على غرار الدكتور سامي الجمعان من السعودية والدكتور هشام زين الدين من لبنان والدكتور ثامر العبيد من سوريا وبيتر بورلن مدير أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية، ورياض موسى سكران من العراق والدكتور سعيد كريمي من المغرب والأستاذ علي علية من الأردن والدكتور عدنان سلم من الشارقة والدكتور عبد الرزاق العبارة من ليبيا ومدير المعهد العالي للموسيقى والمسرح بالكاف رياض الزمال، وطبعا مدير المعهد العالي للفن المسرحي بتونس الدكتور عبد الحليم المسعودي، وتحدث أغلبهم عن تجربة المعاهد العليا للتكوين المسرحي ببلدانهم.
واستهل الملتقى بكلمة ترحيبية لمدير الدورة 25 لأيام قرطاج المسرحية السيد محمد منير العرقي، الذي عبر عن سعادته بحضور دكاترة وأساتذة وأكاديميين من مختلف البلدان العربية، وثمن بالأساس الشراكة مع المعهد العالي للفن المسرحي الذي فتح أبوبه لمهرجان أيام قرطاج المسرحية وكانت النتيجة الإيجابية لهذه الشراكة العملية تأسيس هذا الملتقى فضلا عن احتضان المعهد العالي للفن المسرحية لسبع ورشات يؤطرها مختصون من دول مختلفة.
وتولى منسق هذا المشروع، المسرحي حاتم دربال، إدارة هذا اللقاء، الذي قال عنه إنه يستهدف المعاهد العليا للتكوين المسرحي ومخابر البحث التطبيقية المختصة في التكوين التطبيقي أو البحث المسرحي متعدد الاختصاصات، مشيرا إلى أن هذه الدورة ولئن شهدت غياب مديري عدد من المعاهد العليا المختصة في بعض الدول العربية فهي عبارة عن دورة تأسيسية، وسيلتئم هذا الملتقى بصفة دورية كل سنة ضمن فعاليات كل دورة من دورات أيام قرطاج المسرحية.
وأكد السيد حاتم دربال، أن هذا الملتقى يسعى إلى تشبيك المعاهد العليا للتكوين المسرحي ضمن مهرجان أيام قرطاج المسرحية قصد تمكين الطلبة المنتسبين لهذه المعاهد العليا من الانخراط في آفاق جديدة للبحث والممارسة الفنية والجمالية واختبار جماليات مبتكرة وذلك من أجل تشكيل حساسية جمالية وذوقية مكتسبة والانخراط في مجال العلائقي الاحترافي.
وأبرز دربال أن هذا الملتقى يهدف إلى تدعيم انفتاح مهرجان أيام قرطاج المسرحية على مقاربات التكوين المسرحي الأكاديمي من أجل مواكبة أمثل للتحولات الفنية والثقافية والدراماتورجية والجمالية، وكذلك إلى تمكين الأساتذة المعنيين بالتكوين المسرحي والمنتسبين إلى المعاهد العليا للالتقاء مع الطلبة حول مشروع مسرحي ذي بعد نظري وتطبيقي، فضلا عن العمل على جعل فن الممثل منفتحا على تقاطع الفنون الأخرى وتقاطع الثقافات المختلفة على خلفية معرفية وأنثروبولوجية.
كما يهدف الملتقى حسب تعبير منسقه، إلى حث المعاهد العليا للتكوين المسرحي على تطوير فرص التلاقي الفني والتنسيق البيداغوجي، مع منح الطلبة فرص تثمين منجزاتهم والبرهنة على مهاراتهم المكتسبة ودفعهم إلى مجال الانخراط الفعلي في الممارسة المسرحية الاحترافية، هذا إلى جانب العمل على إيجاد فرص للتلاقي والتفاعل بين الطلبة والأساتذة خارج الأطر التقليدية في اتجاه العمل المشترك على تشبيك المشاريع وتبادل المهارات والخبرات، وكذلك العمل على مساءلة جملة هذه المقاربات والممارسات التطبيقية من خلال بناء منصة نظرية معرفية.
وللمشاركة في هذا الملتقى مستقبلا، حددت مجموعة من الشروط الأولية، منها أن المشاركة متاحة للمعاهد العليا للتكوين المسرحي من خلال مشاريع تطبيقية لا تتجاوز مدتها 40 دقيقة ولا يتجاوز عدد الطلبة المشاركين 08 طلبة مع تدخل أستاذ مشرف بشرط أن تكون هذه المشاريع التطبيقية إما مشاريع تخرّج أو تتويجا لمسار تكويني ضمن ورشة محدثة للغرض، إلى جانب تعهد الأساتذة المشرفين على هذه المشاريع التطبيقية بالمشاركة في الفعاليات الفكرية والحوارية طيلة أيام الملتقى.
وسيكون الترشح متاحا للترشح للمشاريع التطبيقية إثر نشر بلاغ من قبل الهيئة المديرة لأيام قرطاج المسرحية، ويتم قبول الملفات عن طريق لجنة علمية تابعة للمعهد العالي لفن المسرحي بتونس، كما أن من شروط المشاركة أيضا أن تتكفل المعاهد العليا المشاركة في الملتقى بتأمين تذاكر السفر في حين ستتكفل أيام قرطاج المسرحية بإيواء الأساتذة المرافقين في نزل المهرجان مع توفير إقامات شبابية للطلبة، بينما سيتولى المعهد العالي للفن المسرحي بتونس احتضان فعاليات المشاريع التطبيقية للملتقى في مختلف فضاءاته.
