يصدر الروائي الشّاب محمّد أمين كعنيش روايته في القريب، وهي تتناول ظاهرة الرّهان التي يتمّ تناولها لأوّل مرّة بعمق استثنائي و لمسة إبداعيّة خاصّة،
لم يتجرّأ أحد على تناول ظاهرة الرّهان رغم قدمها و تواترها و سرعة انتشارها خاصّة بالتطبيقات الجديدة التي أتاحتها المعلوماتية و شبكة الأنترنات،
هذه الظاهرة الظاهرة للعيان و التي يعلم الجميع خطورتها و تأثيرها البالغ في حياة مدمني الرّهان بقيت خانة سوداء لم يقترب منها المفكّرين و الكتّاب.
محمّد أمين كعنيش الروائي الشًاب يقتحم هذه الخانة و يفتح أبوابها على مصراعيه و يطرح الظاهرة بعمقها الاجتماعي و النّفسي من جهة و يتناولها من جانبها الفلسفي إذا ما أخذنا بعين الاعتبار علاقة الرهان بالطبيعة البشريّة .
مقتطف من الرواية “وجوه شاحبة اختفت ملامحها و أصوات خافتة خجولة أنهكها الرهان على الرهان تطلق من حين لآخر ألفاظ وقحة ولعنات متكرّرة للحظً و للوجود و الإله، كان ذلك في مقهى في شارع جون جوريس بتونس يملكها شيخ يهودي و إن كان و لا قيمة للأديان و لا للعقول و لا القلوب في ذلك المكان .
كائنات بلا روح تتطلّع لخيل تركض و لا ترى شيئا من ذلك المشهد السّاحر الأخّاذ سوى الأرقام المعلّقة على ظهور الخيل التي راهنت على انتصارها و في نهاية السباق الذي لا يدوم سوى بضع دقائق تعمّ الخيبة المكان هذا لعب القمار بقوت أبنائه و ذاك راهن بكلّ ما في جيبه و الآخر يتألّم في صمت …”