في مثل هذا اليوم الموافق لغرة مارس 1924 تم تنفيذ حكم الإعدام في المقاوم محمد الدغباجي. ولد محمد بن صالح الدغباجي سنة 1885 بوادي الزيتون الذي يبعد عن حامة قابس حوالي 30 كلم والتحق سنة 1907 بالجيش الفرنسي ليقضي ثلاث سنوات في الجندية.
في 1913 عاد من جديد إلى الخدمة العسكرية وعندما اندلعت ثورة قبائل أولاد شهيدة بأقصى الجنوب التونسي سنة 1915 والتي كانت بالتنسيق مع القائد الليبي خليفة بن عسكر النالوتي، أرسلته القوات الفرنسية إلى مركز ذهيبة على الحدود الليبيّة، لكنه ما لبث أن فرّ من الجندية ليلتحق بالمقاومين، وخاض معهم عدة معارك ضدّ القوات الإيطالية والفرنسية.
في 1919 عاد إلى تونس ليخوض مع مجموعات من المجاهدين عدة معارك ضدّ القوات الفرنسية، خلّدها وتغنّى بها الشعر الشعبي. في أواسط سنة 1920 التحق بخليفة بن عسكر النالوتي بالأراضي الطرابلسية، وفي الأثناء صدر بشأنه حكم غيابي بالإعدام بتاريخ 27 أفريل 1921.
وفي ماي 1922 ألقي عليّه القبض وسلّمته السلطات الإيطالية إلى فرنسا، فأعيدت محاكمته وأقرّت المحكمة الحكم الغيابي الصادر ضده بالإعدام لتتحدّى بذلك إرادة الأهالي وتلحق بهم الرعب وليكون الدغباجي عبرة لكل من يقف في وجه الغطرسة الفرنسية.
#image_title
قرّرت السلطات الفرنسية إعدام محمد الدغباجي رميا بالرصاص بين أهله بمدينة الحامة؛ فتمّ نقله إليها وأعدم يوم السبت غرة مارس 1924. خلّد الشعر الشعبي ملحمة الدغباجي، ومن ذلك القصيدة التي كتبها الشاعر علي الورثة الحمروني وهو أصيل منطقة عرّام ولاية قابس ويقول مطلعها:
في المكان الذي نُفِّذ فيه حكم الإعدام أقيم نصب تذكاري وهو عبارة عن مكعّب اسمنتي، ثم وقعت استبداله بتمثال كامل للشهيد أقامته بلدية الحامة على بعد بضعة أمتار غربيّ مكان تنفيذ حكم الإعدام.