تشهد الأرض ليلة الغد خسوفا كليا للقمر لا يمكن رؤيته بالكامل في تونس، وفق بلاغ نشرته اليوم الأربعاء مدينة العلوم بتونس.
وتحدث ظاهرة الخسوف الكلي للقمر عند مرور القمر وهو في مرحلة البدر بظل الأرض، حينها تكون الأجرام الثلاث على استقامة واحدة، فتتم مشاهدة ظل الأرض يسقط على سطح القمر ليميل لونه إلى الاحمر، وفق البلاغ ذاته.
وحسب المعهد الوطني للرصد الجوي فيكون الخسوف جزئي بالبلاد التونسية من الساعة 4 و 57 دق إلى غاية غروب القمر عند حوالي الساعة 6 و 35 دقيقة بالنسبة لمدينة تونس .
كما يُعد خسوف القمر الكلي يوم 14 مارس 2025 حدثًا فلكيًا مميزًا، خاصة لسكان أمريكا الجنوبية و الشمالية والمحيط الأطلسي. أما في تونس، فستكون المراحل الأولى فقط مرئية قبل شروق الشمس.
ولا يمكن في تونس رؤية الخسوف بالكامل حيث تشرق الشمس يوم 14 مارس 2025 في حدود الساعة 6 و 26 دقيقة، في حين يغرب القمر على الساعة 6 و 35 دقيقة، و بالتالي فإن تونس لن تواكب كل مراحل الخسوف ما عدا المرحلة دخول القمر في شبه ظل الأرض وفي هذه المرحلة يصعب مشاهدة تغير في لون القمر.
وستكون مراحل الخسوف في تونس كالآتي، الدخول في شبه الظل على الساعة 4 و 58 دقيقية ، ثم بداية الخسوف الجزئي على الساعة7 و 9 د دقائق ، فبداية الخسوف الكلي على الساعة 7 و 26 دقيقة ، ويبلغ أقصى الخسوف خلال الساعة 7 و 59 دقيقة ،على أن ينتهي على الساعة 8 و 31 دقيقة ، فيما ينتهي الخسوف الجزئي على الساعة 9 و 48 دقيقة ، أما الخروج من شبه الظل فسيكون على الساعة11.
إن ظاهرة خسوف القمر وقعت في عهد النبي -صلى الله ليه وسلم – وصادف ذلك وفاة ابنه إبراهيم، حتى قال الناس (إنما كسفت الشمس لموت إبراهيم) فرد النبي قائلًا (إن الشمس والقمر لا يٌخسفان لموت أحد ولا لحياته ولكنهما آيتان من آيات الله فإذا رأيتموهما فصلوا).
وكما أن الكسوف والخسوف هما آيتان من الله سبحانه وتعالى، أراد الله بهما أن ينبه الناس لمشاهد يوم القيامة، وذلك لأن الناس قد اعتادت أن الشمس هي الشمس والقمر هو القمر، فأراد الله أن ينبه الناس ويذكرهم بأن مقاليد الأمور بيده وأنه إذا أراد أن يغير ما اعتاد الناس عليه فله ذلك وهو على كل شئ قدير.
النبي الكريم علمنا أنه إذا رأى الناس الكسوف أو الخسوف إنما يلجأون جميعا إلى الصلاة ويقيمون الصلاة حتى ينتهي الكسوف أو الخسوف ويتضرعون إلى الله بالدعاء حتى تنجلي هذه الظاهرة.
كيفية صلاة الخسوف
صلاة الخسوف: صلاة الكسوف أو الخسوف ركعتان؛ في كل ركعة قيامان، وقراءتان في القيامين بالفاتحة وما تيسر من القرآن، وركوعان، وسجدتان.
وذكرت دار الإفتاء المصرية كيفية صلاة كسوف الشمس أو خسوف القمر، بأن يكبر تكبيرة الإحرام، ويستفتح بدعاء الاستفتاح، ويستعيذ ويبسمل، ويقرأ الفاتحة، ثم سورة البقرة أو قدرها في الطول، ثم يركع ركوعًا طويلًا فيسبح قدر مائة آية، ثم يرفع من ركوعه فيسبح ويحمد في اعتداله، ثم يقرأ الفاتحة وسورةً دون القراءة الأولى؛ كآل عمران أو قدرها، ثم يركع فيطيل الركوع وهو دون الركوع الأول، ثم يرفع من الركوع فيسبح ويحمد ولا يطيل الاعتدال، ثم يسجد سجدتين طويلتين، ولا يطيل الجلوس بين السجدتين، ثم يقوم إلى الركعة الثانية، فيفعل مثل ذلك المذكور في الركعة الأولى من الركوعين وغيرهما، لكن يكون دون الأول في الطول في كل ما يفعل، ثم يتشهد ويسلم.
وأوضحت أنه يجهر بالقراءة في خسوف القمر؛ لأنها صلاة ليلية، ولا يجهر في صلاة كسوف الشمس؛ لأنها نهارية، ولا يشترط قراءة سورة البقرة وآل عمران ويمكن قراءة ما يتيسر لك ولكن الأكمل قراءتهما.
وقالت دار الإفتاء إن صلاة الكسوف والخسوف سنة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ، لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَصَلُّوا» متفق عليه.