من المقرر أن تعقد إيران والولايات المتحدة محادثات رفيعة المستوى بمسقط في سلطنة عمان، اليوم السبت، بهدف إطلاق مفاوضات جديدة بشأن البرنامج النووي الإيراني الذي يشهد تقدما سريعا، في حين هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعمل عسكري إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق
وتتعامل إيران مع المحادثات بحذر، وتشك في إمكانية أن تؤدي إلى اتفاق، كما أنها متشككة تجاه ترامب، الذي هدد مرارا وتكرارا بقصف إيران إذا لم توقف برنامجها النووي.
وعاد ترامب أمس الجمعة ليكرر تهديداته لإيران، مؤكدا أنها ستدفع ثمنا باهظا إن لم توافق على التخلي عن برنامجها النووي.
وفي حين تحدث كل جانب عن فرص تحقيق بعض التقدم، إلا أنهما ما زالا بعيدين عن بعضهما البعض بشأن صراع استمر لأكثر من عقدين من الزمن، كما لم يتفقا على ما إذا كانت المحادثات ستكون مباشرة كما يطالب ترامب، أو غير مباشرة كما تريد إيران.
وقال مسؤول إيراني لرويترز إن المرشد علي خامنئي، الذي يملك الكلمة الأخيرة في القضايا الرئيسية للدولة في هيكل السلطة المعقد في إيران، منح وزير الخارجية عباس عراقجي “السلطة الكاملة” في المحادثات.
ويرأس عراقجي الوفد الإيراني، في حين سيتولى مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إدارة المحادثات من الجانب الأميركي.
وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الأمر “مدة المحادثات، التي ستقتصر على القضية النووية، ستعتمد على جدية الجانب الأميركي وحسن نيته”.
واستبعدت إيران التفاوض بشأن قدراتها الدفاعية مثل برنامجها الصاروخي.
وكان ترامب، الذي أعاد فرض حملة “أقصى الضغوط” على طهران منذ فيفري، قد انسحب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران و6 قوى عالمية في عام 2018 خلال ولايته الأولى، وأعاد فرض عقوبات صارمة على إيران.
ومنذ ذلك الحين، حقق البرنامج النووي الإيراني قفزة إلى الأمام، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم إلى 60%، وهي خطوة فنية من المستويات اللازمة لصنع القنبلة.
وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، يوم الخميس، إنه يأمل أن تؤدي المحادثات إلى السلام، وأضاف “كنا واضحين للغاية بشأن أن إيران لن تمتلك سلاحا نوويا أبدا، وأعتقد أن هذا هو ما أدى إلى هذا الاجتماع”.
وردت طهران في اليوم التالي قائلة إنها تمنح الولايات المتحدة “فرصة حقيقية” على الرغم مما وصفتها بأنها “الضجة السائدة بشأن المواجهة” في واشنطن.