أخبار وطنية

على أكتاف الأحزان… المزونة تشيّع تلاميذها إلى مثواهم الأخير

في لحظة مأساوية خيم فيها الحزن على معتمدية المزونة، تحولت ساحة معهد المزونة صباح اليوم الثلاثاء 15 أفريل 2025 إلى مسرح للألم والفقد، خلال مراسم تأبين ثلاثة من أبنائنا التلاميذ، خطفهم الموت فجأة، لا لذنب اقترفوه سوى أنهم بحثوا عن الحلم بين جدران تهاوت، فرحلوا.

مشهد الوداع كان مهيباً، مكسواً بصمت موجع ودموع حارقة، حضره المئات من الأهالي، زملاء الضحايا، وقلوب أُثقلت بالوجع، تودع فلذات أكبادها الذين رحلوا وهم يحملون دفاترهم وأحلامهم بين أيديهم، ولم يكونوا يعلمون أن مقعدهم الدراسي سيكون آخر محطة في حياتهم.

ثلاثة تلاميذ قضوا تحت أنقاض سور مهترئ كان يجب أن يُهدم لا أن يُهدموا تحته. أما التلميذان المصابان، فلا يزالان يرقدان بالمستشفى الجهوي بصفاقس، وضعهما مستقر، لكن الجرح الذي خلّفه الحادث في قلوب ذويهم وقلوبنا جميعاً، ما زال نازفاً.

إنها فاجعة كشفت حجم الإهمال، وصرخة في وجه الصمت المميت. فقدنا أطفالاً كانوا يحلمون بغدٍ أفضل، فهل من صحوة قبل أن نودّع مزيداً من الأحلام؟

نسأل الله أن يتغمد أبناءنا الثلاثة بواسع رحمته، وأن يجعل مثواهم الجنة، وأن يُلهم أهلهم وذويهم وكل من عرفهم، الصبر والسلوان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى