
الواقع التونسي في خضم الزلازل الجيوسياسية العالمية و الأزمات الداخلية _معركة البقاء بين السيادة و الإنهيار ،
العبور من الهدم و التخريب إلى البناء و التشييد ( 2025 -2030 ):
1. السياق الجيوسياسي العالمي: تونس في مرمى الأطماع الدولية
أ. الصراع الأمريكي-الصيني والضغوط الإقليمية:
– وفقًا لتقارير مركز ستراتفور (2024)، تُستخدم تونس كـورقة ضغط في الصراع بين القوى العظمى:
– التحالف الأمريكي-الصهيوني يفرض شروطًا قاسية عبر صندوق النقد الدولي لدفع التطبيع مع إسرائيل.
– الصين تسعى لتحويل تونس إلى قاعدة لوجستية ضمن مبادرة “الحزام والطريق”، مع استثمارات تصل إلى 20 مليار دولار في قطاع الفوسفات.
– الموقف التونسي الداعم للقضية الفلسطينية كبَّد الاقتصاد خسائر بقيمة 1.8 مليار دولار من المساعدات المجمدة (وزارة المالية، 2024).
ب. الأطماع الأوروبية والعودة إلى النهب الاستعماري:
– نهب الموارد:
– 75% من مشاريع الطاقة المتجددة في تونس تُدار عبر شركات أوروبية، وفقًا لتقرير منظمة “غلوبال ويتنس” (2024).
– 80% من إنتاج زيت الزيتون التونسي يُصدَّر إلى أوروبا بأسعار تقل عن السوق العالمي بنسبة 30% (منظمة الفاو).
– الحرب الأوكرانية:
– ارتفاع أسعار القمح العالمية إلى +55%، ما دفع أوروبا لنهب موارد إفريقيا، حيث تستورد 70% من احتياجاتها الغذائية من القارة.
– 120,000 هكتار من الأراضي التونسية الزراعية تحت سيطرة مستثمرين أوروبيين (وزارة الفلاحة).
ج. الموقع الاستراتيجي: بوابة إفريقيا وأوروبا:
– خطوط الغاز الجزائري-الأوروبي تمر عبر تونس، لكن الأخيرة لا تحصل سوى على 5% من عائدات العبور (الوكالة الدولية للطاقة).
– موانئ صفاقس وبنزرت تُستخدم لتهريب البضائع الإفريقية، دون عوائد تذكر للاقتصاد التونسي.
2. الانهيار الاقتصادي: أرقام صادمة وآليات خنق ممنهجة
أ. المؤشرات الكارثية:
– التضخم:11.7% (الأعلى منذ 1984)، مدفوعًا بارتفاع أسعار المواد الأساسية:
– +35% للحبوب، +50% للأدوية (المعهد الوطني للإحصاء، 2024).
– البطالة:18.3% عامة، وترتفع إلى 42%بين حاملي الشهادات العليا.
– الدين العام:103%من الناتج المحلي الإجمالي (42.5 مليار دينار).
ب. آليات الخنق الخارجي:
– صندوق النقد الدولي:تجميد 2.9 مليار دولار من القروض بسبب رفض تونس خصخصة مؤسسات الدولة.
– الحرب المالية:40% من التحويلات المالية التونسية بالخارج مُجمَّدة بذريعة “مكافحة الإرهاب”.
– التمويلات المشبوهة:1,200 جمعية تحت التحقيق القضائي لارتباطها بتمويلات أجنبية.
ج. تدمير البنية الإنتاجية:
– 2,200 مؤسسة صغرى أغلقت أبوابها منذ 2022.
– 12 مليار دينار تُهدر سنويًا في الاقتصاد الموازي (البنك المركزي).
3. الأزمات الاجتماعية والأمنية: تفكيك النسيج الوطني
أ. أزمة الهجرة غير الشرعية:
– 250,000 مهاجر إفريقي في تونس (40% منهم في صفاقس)، وفقًا لـمنظمة الهجرة الدولية (2024).
– التداعيات:
– ارتفاع البطالة في صفاقس إلى 25%.
– زيادة الجرائم بنسبة 35% في الأحياء ذات الكثافة المهاجرة.
– 500 اشتباك أمني مع المهاجرين خلال عام 2024.
ب. التهديدات الأمنية:
– 20% من المهاجرين ينتمون إلى مناطق نفوذ “بوكو حرام” و”القاعدة” (تقرير الأمم المتحدة).
– +300%في تهريب الأسلحة والمخدرات عبر الحدود الليبية منذ 2021 (وزارة الداخلية).
ج. ضرب الأسرة ثقافيًّا واقتصاديًّا:
– الهجوم الثقافي:
– ارتفاع معدلات الطلاق إلى 48% (المعهد الوطني للإحصاء، 2024) بسبب تغلغل الأفكار الفردية المُعولَمة عبر منصات التواصل الاجتماعي.
– 70% من المحتوى التلفزيوني المُموَّل أجنبيًّا يُروِّج لنموذج الأسرة المفككة (دراسة اتحاد الإذاعات العربية).
– الضغوط الاقتصادية:
– 62% من الأسر التونسية تعجز عن تلبية احتياجاتها الأساسية (منظمة العمل الدولية).
– انخفاض نسبة الزواج بنسبة 35% منذ 2020 بسبب البطالة وارتفاع تكاليف المعيشة.
د. الإغراق بالمخدرات كسلاح تفكيك اجتماعي:
.- تصاعد تجارة المخدرات:
– زيادة بنسبة +300% في ضبط كميات المخدرات منذ 2021 (وزارة الداخلية).
– 40% من السجناء متورطون في قضايا مخدرات.
– استهداف الشباب:
– 25% من تلامذة الثانوي تعاطوا المخدرات مرة على الأقل (دراسة وزارة الصحة، 2024).
– انتشار “مخدرات الفقر” (مثل الكلودين السوبيتاكس) بأسعار زهيدة في الأحياء الشعبية.
4. التغيرات المناخية: تهديد وجودي
أ. تداعيات محلية:
– انخفاض الإنتاج الزراعي بنسبة 30% بسبب الجفاف (2020-2024).
– نقص حاد في المياه: السدود التونسية تعمل عند 50% من طاقتها التخزينية.
– تدهور 40% من الأراضي الزراعية في الجنوب بسبب التصحر.
ب. تداعيات عالمية:
– الصراع على الموارد:
– الصين تستثمر مليارات الدولارات في مناجم الفوسفات التونسي.
– الولايات المتحدة تُنشئ قواعد عسكرية في إفريقيا لحماية مصالحها.
5. مشروع المقاومة الوطنية: خيارات الإنقاذ
أ. الإصلاحات الهيكلية:
– السيادة الطاقية:
– استغلال احتياطيات الغاز الطبيعي (2.3 تريليون قدم مكعب).
– إنتاج 35% من الكهرباء عبر الطاقة المتجددة بحلول 2030.
– الأمن الغذائي:
– استصلاح 500,000 هكتار من الأراضي المهجورة.
– منع تصدير المواد الخام (الفوسفات، زيت الزيتون) قبل تصنيعها.
ب. محاربة الفساد:
– تجميد 12 مليار دينار من أصول الفاسدين.
– إقالة المسؤولين المتقاعسين وتعيين كفاءات شابة وطنية .
ج. التحالفات الاستراتيجية:
– العمق الإفريقي: رفع الصادرات إلى إفريقيا من 25% إلى 40%.
– المحور الجزائري-الليبي تفعيل اتفاقية نقل الغاز عبر تونس (إيرادات 800 مليون دولار سنويًا).
د. تمكين الشباب لقيادة التغيير:
– إعادة الثقة في الكفاءات الشابة:
– 85% من خريجي الجامعات التونسية عاطلون عن العمل (المعهد الوطني للإحصاء)، ما يُهدر طاقات 120 ألف شاب سنويًّا.
– مقترح خفض سن الترشح للانتخابات إلى 23 عامًا، وفرض كوتا شبابية بنسبة 30% في المناصب القيادية.
– برامج تمكين فعليّة:
– إنشاء “صندوق الابتكار الوطني” برأسمال أولي 500 مليون دينار لدعم مشاريع الشباب.
– تدريب 10,000 شاب سنويًّا على إدارة المؤسسات الصغرى عبر شراكة مع القطاع الخاص.
ه. البدائل الوطنية: من النظرية إلى التطبيق:
– مشاريع ريادية ناجحة:
– تجربة “تعاضدية الشباب الزراعية” في القيروان: إنتاج 20 ألف طن من زيت الزيتون سنويًّا بإدارة كفاءات شابة.
– مبادرة “دينارك الإلكتروني”: نظام دفع رقمي وطني قلَّص التهرب الضريبي بـ 22% خلال 6 أشهر.
– دعم الشركات الأهلية
– إصلاح التعليم:
– إدخال مناهج في “الاقتصاد السيادي” و”الإدارة الذكية للموارد” بالتعاون مع الجامعات و مراكز البحث العلمي .
الخلاصة: معركة البقاء بين السيادة والانهيار
تونس تواجه سيناريوهين مصيريين:
1. سيناريو الانهيار الكامل (2025-2030):
– ارتفاع البطالة إلى 30%.
– تفكك اجتماعي بسبب تدفق المهاجرين وانهيار الخدمات.
– تحوُّل تونس إلى دولة عاجزة تُنهب مواردها.
2. سيناريو المقاومة والسيادة:
– ثورة اقتصاديةتعتمد على الإنتاج المحلي والتحالفات الإفريقية.
– حرب شاملة على الفساد وإصلاح النظام المالي.
– تمكين الشباب من الشركات و المناصب و المسؤوليات .
– تحويل تونس إلى لاعب إقليمي فاعل في المتوسط وإفريقيا.
> “الاستسلام يساوي الفناء.. والمقاومة طريق للبقاء”
إنتاج : برهان العجلاني
—