شهدت مياه البحر المتوسط مناورات بحرية مشتركة بين روسيا ومصر. وقد وصفتها البيانات الرسمية بأنها تأتي في إطار تبادل الخبرات وتعزيز التنسيق الثنائي، غير أن خبراء عسكريين اعتبروها مؤشراً واضحاً على توجه القاهرة نحو تنويع شراكاتها الاستراتيجية وتحقيق قدر أكبر من الاستقلالية في خياراتها الدفاعية.
المناورات الروسية المصرية انطلقت بمرحلة برية شملت تدريبات على الرماية بالأسلحة الخفيفة، قبل أن تنتقل إلى المجال البحري، حيث تم تنفيذ سيناريوهات دفاعية تحاكي التصدي لهجمات الزوارق السريعة، إلى جانب تدريبات على الدفاع الجوي. وشهدت إحدى أبرز لحظات هذه المناورات قيام مروحية روسية من طراز Ka-27، أقلعت من الفرقاطة الروسية الأدميرال غولوفكو، بهبوط ناجح على سطح الفرقاطة المصرية الجلاء، في خطوة تهدف إلى اختبار قواعد التشغيل البيني بين القوتين البحريتين.
اللافت في هذه المناورات أنها أعادت إلى الواجهة تساؤلات في وسائل إعلام روسية حول إمكانية حصول مصر على منظومات تسليح روسية متطورة، من أبرزها منظومة الصواريخ الباليستية قصيرة المدى إسكندر-إي ومنظومة الدفاع الساحلي المضادة للسفن باستيون K-300P. وتشير هذه الوسائل إلى أن صواريخ إسكندر المخصصة للتصدير، والتي يبلغ مداها نحو 280 كيلومتراً، تتميز بسرعة عالية ومسار طيران شبه باليستي يجعل اعتراضها بالغ الصعوبة، فضلاً عن قابليتها لحمل رؤوس حربية متعددة الأغراض.
وقد عززت صور أقمار صناعية، نشرتها مجلة Defence Redefined القبرصية، التكهنات بشأن وجود هذه المنظومات بالفعل في الخدمة المصرية، بعد أن أظهرت تموضع بطاريات باستيون في مواقع ساحلية مصرية، وسط صمت رسمي من موسكو والقاهرة على حد سواء.