أخبار عالمية

كواليس اضطرابات الفريق الأمني لترامب بعد إقالة والتز

كشفت تقارير صحفية حديثة أن اضطرابات متزايدة تشهدها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال أيامها المائة الأولى، مما أثار تساؤلات واسعة حول مستقبل وزير الدفاع بيت هيجسيث في منصبه، إذ نقلت صحيفة “ذا هيل” الأمريكية عن مصادر مطلعة داخل الكونجرس أن أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، رغم وقوفهم علنًا إلى جانب وزير الدفاع المتعثر، يتساءلون سرًا عن المدة التي سيبقى فيها على رأس البنتاحون بعد استبدال مستشار الأمن القومي مايك والتز.

إعادة تشكيل فريق الأمن القومي
أعلن الرئيس ترامب في خطوة مفاجئة عن تعيين مستشار الأمن القومي السابق مايك والتز في منصب سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، مع إسناد مهام مستشار الأمن القومي إلى وزير الخارجية ماركو روبيو، لتصبح لديه حقيبة مزدوجة في إدارة ترامب.
وقد أثار هذا القرار استياءً داخل أوساط الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ، حيث صرح السيناتور الجمهوري عن ولاية تكساس تيد كروز للصحيفة قائلاً: “لقد قام بعمل جيد جدًا كمستشار للأمن القومي. إنه امتياز للرئيس أن يقرر من سيكون فريقه، لكنني كنت آسفًا لرؤية هذا الخبر”.
ووصف السيناتور الجمهوري عن ولاية نورث كارولينا ثوم تيليس، رحيل والتز بأنه “مخيب للآمال”، فيما اعتبر السيناتور الجمهوري عن ولاية داكوتا الجنوبية مايك راوندز، عضو لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، أن هذا التغيير يمثل “تعديلاً مهمًا للغاية” في فريق الأمن القومي للرئيس.

شكوك حول كفاءة هيجسيث وتكهنات بإقالته
على عكس والتز، تنظر أوساط المشرعين الجمهوريين إلى هيجسيث بعين الريبة والشك، إذ نقلت “ذا هيل” عن أحد أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوري، طلب عدم الكشف عن هويته، قوله إن هيجسيث قد يكون “التالي في قائمة الإقالات” ليس بسبب سوء سلوكه بل بسبب “القلق بشأن إدارته وحالة الفوضى التي يعاني منها فريقه”.
ويرى زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الجمهوري جون ثون عن ولاية داكوتا الجنوبية، أن وزير الدفاع بحاجة إلى فريق أقوى حوله، حيث صرح للصحفيين: “عليه فقط أن يتأكد من أن لديه الأشخاص المحيطين به الذين يمكّنونه من النجاح”.

سلسلة من الأزمات تحاصر هيجسيث
تتعدد الأزمات التي تواجه وزير الدفاع الأمريكي في الأشهر القليلة الماضية، إذ شهد الشهر الماضي إقالة ثلاثة مسؤولين كبار من دائرته المقربة، وهم دان كولدويل (مساعد كبير)، وكولين كارول (رئيس أركان نائب وزير الدفاع)، ودارين سيلنيك (نائب رئيس أركان هيجسيث).
لكن الأزمة الأكبر التي واجهها هيجسيث كانت فضيحة تسريب معلومات حساسة عبر تطبيق “سيجنال” للمراسلات المشفرة، إذ كشفت “ذا هيل” أنه خلال عطلة عيد الفصح، شارك هيجسيث تفاصيل حساسة حول ضربة وشيكة ضد الحوثيين في اليمن في مجموعة دردشة تضم زوجته وشقيقه ومحاميه الشخصي.
واكتسبت القصة زخمًا إعلاميًا أكبر بعد أن أضاف والتز عن طريق الخطأ جيفري غولدبرغ، رئيس تحرير مجلة “ذا أتلانتيك”، إلى دردشة نصية احتوت على هذه المعلومات السرية.

دور مثير للجدل لزوجة وزير الدفاع
أثار الدور النشط لزوجة هيجسيث، جينيفر، في أنشطته اليومية، انتقادات واسعة في الأوساط السياسية والإعلامية، إذ انه بحسب ما ذكرته “ذا هيل”، فإن زوجة الوزير ترافقه في رحلاته الخارجية وتحضر اجتماعاته مع قادة أجانب، رغم أنها لا تشغل أي منصب رسمي في وزارة الدفاع، على عكس شقيقه ومحاميه الشخصي اللذين يشغلان مناصب رسمية هناك.
وتنقل الصحيفة الأمريكية عن مصدر مجهول في مجلس الشيوخ قوله إن الرئيس ترامب “لا يحب الإلهاءات القادمة من كبار المسؤولين في إدارته”، مضيفًا أن “مستوى تسامح الرئيس مع الإلهاءات من أي شخص آخر أقل بكثير مما كان عليه في إدارته الأولى”.

مسار صعب نحو التثبيت
لم يكن مسار هيجسيث نحو تولي منصب وزير الدفاع سلسًا منذ البداية، إذ عارض ثلاثة أعضاء جمهوريين بارزين في مجلس الشيوخ ترشيحه، وهم السيناتور سوزان كولينز عن ولاية مين، وليزا مركوفسكي عن ولاية ألاسكا، وميتش ماكونيل عن ولاية كنتاكي، فيما تردد السيناتور تيليس حتى اللحظة الأخيرة قبل أن يصوت لصالحه.
ونقلت “ذا هيل” أن تيليس لم يوافق على ترشيح هيجسيث إلا بعد أن تلقى منه رسالة خطية يرد فيها على اتهامات بالسكر المتكرر والسلوك المسيء التي وجهتها إليه شقيقة زوجته السابقة.
ولم يستطع هيجسيث الحصول على تأكيد مجلس الشيوخ إلا بعد أن أدلى نائب الرئيس فانس بصوت الترجيح لصالحه في يناير الماضي.
وقد تردد تيليس مؤخرًا عندما سُئل عما إذا كان لا يزال يثق في هيجسيث، حيث قال: “في الوقت الحالي، نحن ننتظر تقرير المفتش العام”، في إشارة إلى تحقيق طلبته لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ بشأن استخدام هيجسيث لتطبيق “سيجنال” للتواصل حول عمليات عسكرية حساسة.

انقسام بين المشرعين
يبدو أن المشرعين في الكونجرس منقسمون حول مصير هيجسيث، ففي حين يواصل رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الجمهوري عن ولاية ميسيسيبي روجر ويكر، الإعراب عن ثقته في الوزير، قائلاً: “ما زلت أثق في الوزير هيجسيث، ولست مهتمًا على الإطلاق بالحديث عن بديل”، يبدي في الوقت نفسه ارتياحه لمغادرة أفراد من الدائرة المقربة للوزير، مضيفًا: “أعتقد أن طاقمه كان بحاجة إلى تحسين، وهو على وشك أن يكون محاطًا بطاقم أفضل”.
على الجانب الآخر، يشن الديمقراطيون هجومًا حادًا على هيجسيث، وقد وصف السيناتور جاك ريد عن ولاية رود آيلاند، أعلى مسؤول ديمقراطي في لجنة القوات المسلحة، الوضع في البنتاحون بـ “الفوضى”، متهمًا هيجسيث بـ “الفشل في المهمة التي كلفه بها الرئيس ترامب”.
وأضاف أن “أفعاله على مدار الـ 100 يوم الماضية لم تفعل شيئًا سوى صرف انتباه البنتاحون وتقويض قدرته القتالية وفتكه وجدارته ومعاييره وجاهزيته”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى