قال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي إنه يتطلع إلى الزيارة المرتقبة للرئيس الصيني شي جين بينغ إلى مصر، واصفًا إياها بأنها لحظة محورية من شأنها أن تُحدث نقلة كبيرة في العلاقات الثنائية وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون، مشددًا على أن المناخ الإقليمي والدولي الحالي يفرض ضرورة تعميق التعاون بين مصر والصين، خاصة في مجالات التنمية المستدامة وتعزيز الاستقرار الإقليمي.
وأشار مدبولي إلى أن العلاقات بين البلدين شهدت تطورًا كبيرًا منذ الارتقاء بها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة قبل نحو عشر سنوات.
كما أثنى على تمسك الصين بمبدأ عدم التدخل واحترام سيادة الدول، معربًا عن أمله في أن يُخصص جزء من الاستثمارات التي تعهد بها الرئيس الصيني — والتي تبلغ 52 مليار دولار لإفريقيا في إطار منتدى التعاون الصيني الإفريقي — لتنفيذ مشاريع في مصر.
وأشاد بالدور المحوري الذي تلعبه الشركات الصينية في مسيرة التنمية المصرية، لاسيما في مجالات البنية التحتية، مثل مشروع القطار الكهربائي، وتحديث الموانئ، ومنطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة. وأكد حرص الحكومة المصرية على جذب المزيد من الاستثمارات الصينية، لا سيما في مجالات نقل التكنولوجيا وتوطين الصناعات الاستراتيجية، كصناعة السيارات الكهربائية والهواتف المحمولة، مشيرًا إلى نجاح منطقة تيدا الصناعية الصينية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس كنموذج يُحتذى به للتعاون المستقبلي.
وأوضح المسؤول الصيني أن هدف زيارته هو تبادل وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية والدولية وتعزيز الشراكة المتنامية بين البلدين. كما أشار إلى تزايد اهتمام المستثمرين الصينيين بالسوق المصرية الواعدة، وأعرب عن رغبة بلاده في تعزيز التعاون في مجالات السياحة، وحفظ التراث، والإعلام، والتبادل الثقافي.
تأتي زيارة عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني، لي شو لي، إلى مصر في توقيت بالغ الدلالة، إذ أعقبت مباشرةً المناورات الجوية المشتركة “نسور الحضارة 2025″، التي استضافتها مصر مؤخرًا بمشاركة فعّالة من قوات جيش التحرير الشعبي الصيني.
وتُعد هذه المناورات الأولى من نوعها بين القوات الجوية المصرية ونظيرتها الصينية.