أعلن الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، عن تشكيل “حكومة تصريف أعمال” وصفها بـ”حكومة الحرب” لدعم العمليات العسكرية واستكمال المرحلة الانتقالية، وذلك خلال لقاء مع قوى سياسية في بورتسودان، مؤكداً أنها ستضم “كفاءات وطنية مستقلة” لكن هذا القرار أثار جدلاً واسعاً، خاصة مع اتهامات موجهة لرئيس الحكومة المكلف، الدكتور كامل إدريس، بالتورط في تزوير وثائق دولية وممارسات فساد، مما يثير تساؤلات حول مصداقية الحكومة وشرعيتها).
جدل حول كامل إدريس
تتركز الانتقادات حول شخصية كامل إدريس، الذي وصفه المحلل السياسي عبد المنعم همت بأنه “واجهة مدنية لحكم عسكري بلا شرعية”. اتهامات التزوير والفساد الموجهة إليه عززت مخاوف من أن الحكومة أداة لتعزيز نفوذ البرهان وحلفائه من الحركة الإسلامية. كما كشفت تقارير إعلامية سودانية عن نية الحكومة ضم قادة ميليشيات متهمين بجرائم حرب، مثل أبو عاقلة كيكل، قائد “قوات درع السودان”، المتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وقائد ميليشيا “البراء بن مالك” المتورطة في انتهاكات تشبه أساليب تنظيم “داعش” وفق “هيومن رايتس ووتش”، 15 مايو 2025).
التطورات العسكرية في كردفان وتقدم الدعم السريع
تشهد منطقة كردفان تقدماً ملحوظاً لقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، حيث سيطرت على مناطق استراتيجية، مستغلة ضعف التنسيق العسكري للجيش السوداني وفق توصيف تقرير الأمم المتحدة، الصادر في 20 مايو الجاري ).
وثّقت منظمات حقوقية استخدام أسلحة كيميائية من قبل وحدات تابعة للجيش وميليشيات متطرفة متحالفة مع البرهان، مما يفاقم الانتهاكات الإنسانية
تخبط قيادة الجيش وصراعات داخلية
يعكس تعيين رئيسين للوزراء خلال أسابيع حالة التخبط داخل قيادة الجيش بقيادة البرهان، مما يعزز نفوذ الحركة الإسلامية المتحالفة معه وفق ما يرى تحليل لمركز الدراسات السودانية، صدر الأسبوع الماضي
ويرى المراقبون أن هذه الخطوة تعكس ضغوطاً داخلية متزايدة، خاصة مع توثيق انتهاكات واسعة النطاق من قبل وحدات عسكرية وميليشيات متطرفة متحالفة مع البرهان
مساعي البرهان لإقصاء الحركة الإسلامية
يسعى البرهان إلى إقصاء الحركة الإسلامية عن السيطرة على وزارات رئيسية مثل المالية والمعادن، في محاولة لتقليص نفوذها السياسي والاقتصادي، وفق مصادر مطلعة نقلت عمتها صحيفة “الجريدة” السودانية،)؛ هذه الخطوة تأتي وسط اتهامات للحركة بتأجيج الصراع عبر ميليشياتها المتطرفة، لكنها قد تثير توترات مع حلفاء البرهان السابقين، مما يعقد المشهد السياسي والعسكري.
موقف حميدتي والدعوة للفيدرالية
دعا حميدتي إلى نظام حكم فيدرالي يضمن دولة مدنية تحترم حقوق جميع المكونات السودانية دون تمييز وفق بيان رسمي للدعم السريع، في 26 مايو؛ وهذه الدعوة تأتي في ظل تقارير أممية تشير إلى أن 30.4 مليون سوداني، أي ثلثي السكان، بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية،
هل الحكومة الجديدة حلاً أم تعقيداً؟
وصف كمال بولاد، مقرر المجلس المركزي لقوى التغيير في مقابلة مع إذاعة “دبنقا”
تشكيل الحكومة بـ”العبثي”، مؤكداً أن الحل يكمن في مواجهة الفكر المتطرف
وبدوره، حذر حامد عثمان محمد من أن الأطراف السياسية تتجاهل معاناة النازحين والجوعى. يرى المراقبون أن إدراج شخصيات مثيرة للجدل قد يعرقل جهود السلام الدولية ويدفع السودان نحو حرب أهلية أوسع وفق تقرير حديث لمركز الدراسات الاستراتيجية الأفريقية،
زر الذهاب إلى الأعلى