غادرت، قافلة الصمود، فجر اليوم الثلاثاء 10 جوان 2025، التراب التونسي نحو ليبيا، عبر معبر راس جدير، لتنطلق في مرحلة أخرى من مسارها في فك الحصار على غزة، بعد إتمام إجراءات العبور
وودعت هذه القافلة الطويلة المكونة من 14 حافلة و140 سيارة حتى آخر نقطة حدودية بتونس مع ليبيا، جماهير شعبية كبيرة استقبلتهم في مدينة بن قردان بالإعلام التونسية والفلسطينية وبحفاوة كبيرة، منذ مساء أمس حتى آخر ساعات الليل، فانتظمت مسيرة حاشدة التحمت فيها وفود القافلة بالجموع، ليرسموا بكل تلقائية وصدق مشهدا إنسانيا عميق المعاني، وجه رسالة كبيرة إلى العالم تؤكد التعلق بالقضية الفلسطينية ودعم تونس للحق الفلسطيني.
انتهت المرحلة الأولى في مسار القافلة بالتراب التونسي بنجاح وبأجواء فاقت التوقعات في هذه الهبة الشعبية والاستقبال الشعبي المهيب، حسب المتحدث باسم القافلة نبيل الشنوفي الذي أضاف لوكالة تونس إفريقيا للأنباء أن قافلة الصمود نجحت في تحريك الشارع التونسي بفكرة تاريخية وغير اعتيادية لم تبن على برنامج مسبق، بل انطلقت عفويا وفجئيا، معبرا عن أمله في أن تلقى هذه القافلة الإنسانية في ليبيا ثم مصر، نجاحا مماثلا مع ما وجدته في تونس.
وقال الشنوفي بخصوص مرحلة دخول القافلة إلى التراب المصري، إنه لا يتوقع أن يرفض المصريون اشقاءهم من ثلاث دول (تونس وليبيا والجزائر)، وأضاف أنه في حال تعذر الدخول من معبر السلوم، سيقع تجديد المحاولات والاعتماد على حكومات الدول المشاركة، مشيرا إلى أنّ الدولة التونسية فتحت اذرعها لهذه المبادرة ووفّرت لها كل التسهيلات، كما يوجد وفد برلماني ضمن الوفد الجزائري يمكنه التنسيق مع الحكومة والسفارة، إلى جانب تدخل ليبيا بشرقها وغربها، وذلك إلى حين الوصول إلى اتفاق بمرور أمن للقافلة البرية إلى العريش ثم إلى معبر رفح.
وأضاف أن قافلة الصمود، لن تكون لوحدها في مصر في تلك الفترة، حيث يوجد تحرك عالمي لأكثر من 32 دولة في فعاليات ستنطلق جوا إلى مصر، وأسطول الحرية الذي انطلق منذ أيام.
وأكد أن بادرة القافلة، لم تنطلق من فراغ، بل قرأت كل التوقعات والسيناريوهات المحتملة، واعدت سياسة اتصالية مهمة وشكّلت توافقا لخدمة الحق الفلسطيني، معتبرا أن المهم، المحاولة، حتى وإن لم يتم كسر الحصار، وستعود قافلة الصمود 2 و3 و4 .. حتى تحقيق الهدف وهو الاعتراف بدولة فلسطين وطرد الاحتلال من كل الأراضي الفلسطينية.
وشدد على أن القافلة إنسانيّة وليست قافلة إغاثة أو مساعدات، بل تحمل رسالة سامية بأن غزة هنا، ليست بعيدة، ورسالة إلى العالم بأن الشعوب العربية، لن تصمت، ولو بعد تأخير، نحن نسعى ونحاول.