في مشهد استثنائي ومثير للجدل، شهدت العاصمة التونسية ليلة البارحة لحظة رمزية بامتياز خلال استقبال قافلة الصمود البرية لكسر الحصار عن غزة، حيث كان من بين الحاضرين والمستقبلين ممثلون عن منظمة “ناطوري كارتا” اليهودية المناهضة للصهيونية، القادمين لمشاركة الشعب التونسي وقواه الحيّة موقفهم الداعم لفلسطين وقضيتها العادلة.
من هم ناطوري كارتا؟:
“ناطوري كارتا” (Neturei Karta)، وتعني “حماة المدينة”، هي جماعة دينية يهودية تؤمن بأن إقامة “دولة إسرائيل” يتعارض مع تعاليم التوراة، وترى أن الصهيونية انحراف سياسي عن جوهر الدين اليهودي. تأسّست في القدس في أوائل القرن العشرين، وهم من اليهود للفلسطينيين الاصليين الذي قاوموا العصابات الصهيونية، وتُعرف بمواقفها الجريئة ضد الاحتلال الصهيوني، وبمشاركتها في فعاليات تضامنية عالمية مع الشعب الفلسطيني.
لماذا حضورهم مهم؟
حضور ممثلي ناطوري كارتا في تونس، في إطار فعالية نظّمتها تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين، هو رسالة رمزية قوية مفادها أن مناهضة الكيان الصهيوني ليست مسألة دينية أو عرقية، بل قضية تحرّر وطني ذات عمق إنساني وعالمي.
هؤلاء الحاخامات اليهود يشاركون منذ عقود في التظاهرات المناصرة لفلسطين، يرفضون الاحتلال، ويحملون راية العدالة ضد المشروع الصهيوني الذي شوّه الدين اليهودي وحوّله إلى ذريعة للاحتلال.
زر الذهاب إلى الأعلى