عاجل | رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال رايزين كين يتحدث عن 15 عامًا من المراقبة الأمريكية والتخطيط لتدمير المنشأة النووية الإيرانية فوردو :
أود أن أشارككم بعض المعلومات عن المخططين الذين عملوا على هذا المشروع وجهودهم في تطوير القنبلة الخارقة للتحصينات.
أولاً، دعوني أهيئ لكم السياق. توجد في الولايات المتحدة منظمة تابعة لوزارة الدفاع تُدعى وكالة الدفاع المعنية بخفض التهديدات (DITRA). تقوم هذه الوكالة بعدد كبير من المهام لخدمة وطننا، مثل دعم القتال لمكافحة أسلحة الدمار الشامل، لكنها أيضًا تُعد المرجع العالمي الأول في استهداف المنشآت المدفونة بعمق تحت الأرض.
في عام 2009، تم استدعاء أحد ضباط هذه الوكالة إلى غرفة سرية في موقع غير معلن، حيث تم اطلاعه على معلومات حساسة تتعلق بشيء ما يحدث في إيران. ولأسباب أمنية، لن أذكر اسمه. عرضوا عليه صورًا ومعلومات استخباراتية شديدة السرية لما بدا أنه مشروع إنشاء ضخم في جبال إيران.
كُلّف هذا الضابط بدراسة المنشأة، والتعاون مع أجهزة الاستخبارات لفهمها. وبعد فترة، انضم إليه زميل آخر. وعلى مدار أكثر من 15 عامًا، كرس هذان الشخصان حياتهما لتحليل هذا الهدف الوحيد: “فوردو”، وهو عنصر أساسي في البرنامج النووي السري الإيراني.
درسا الجيولوجيا، راقبا أعمال الحفر والبناء، أحوال الطقس، المواد التي تم التخلص منها، مواد البناء ومصادرها. تفحصا فتحات التهوية، أنظمة الكهرباء، أنظمة التحكم البيئي، وكل زاوية وكل جهاز يدخل أو يخرج من المنشأة.
لقد بات هذا الهدف حاضرًا في أحلامهم، وأفكارهم أثناء القيادة للعمل، وكانا يدركان منذ البداية ما الغرض من هذا المكان. فلا أحد يبني مجمعًا محصنًا تحت الأرض، متعدد الطبقات، ومزودًا بأجهزة طرد مركزي، في عمق جبل لأغراض سلمية.
لم يتمكنوا من الحديث عن هذا الأمر مع عائلاتهم، أو أصدقائهم، لكنهم استمروا في العمل. وأدركوا لاحقًا أن الولايات المتحدة لم تكن تملك سلاحًا قادرًا على تدمير هذا الهدف بفعالية. فبدأوا العمل مع الصناعة وخبراء العمليات لتطوير قنبلة GBU-57.
أُجريت اختبارات متكررة، وجُرّبت خيارات متعددة. ثم نفذوا مئات التجارب الفعلية باستخدام أسلحة بالحجم الكامل ضد أهداف تحاكي الواقع بدقة، بهدف واحد: تدمير ذلك الهدف في الوقت والمكان الذي تختاره الأمة.
ثم، في يوم من أيام يونيو عام 2025، وبعد أكثر من 15 عامًا من العمل، تلقوا اتصالًا. رئيس الولايات المتحدة أمر قاذفات B-2، التي دعمها هؤلاء الضباط، بتنفيذ الضربة وتدمير الهدف.
بالأمس، كان لي الشرف العظيم أن ألتقي هذين الضابطين من وكالة الدفاع المعنية بخفض التهديدات، واللذين قدّما الكثير. قال أحدهم: “لا أستطيع استيعاب الأمر. قلبي مليء بالفخر لكوني جزءًا من هذا الفريق. إنني فخور جدًا بأن أكون ضمن هذه المهمة”.