الذكرى 114 لميلاد الشيخ العميد محمد الشاذلي النيفر

هذا هو الشيخ العميد والامام الخطيب والأستاذ الجليل محمد الشاذلي بن محمد الصادق بن الطاهر بن محمود النيفر الشريف ولد لاسرة أندلسية الاصل في يوم الخميس 29 جوان 1911 بمدينة تونس بحي الحفصية في بيت علم وشرف…

   تلقى دراسته الابتدائية في البيت والكتاّب وبعد أن حفظ نصيبا من القرآن وتعلم مبادئ اللغة العربية التحق بالمدرسة القرآنية التي أنشأها الصحافي الشاذلي المورالي…

  ثم انخرط في جامع الزيتونة في جوان 1924 فتفرغ للعلم بجدّ وكدّ فأحرز في جويلية 1930 شهادة ختم الدروس الثانوية المعروفة عنذئذ بشهادة التطويع ثم ارتقى في الدرجات العلمية إلى أن نجح في مناظرة التدريس من الطبقة الاولى في ماي 1953… وبالاضافة إلى دروسه في الجامع الاعظم كلف بالتدريس في المدرسة الصادقية ومعهد كارنو ودار المعلمين بتونس وبالكلية الزيتونية الذي انتخب عميدا لها في سنة 1977 فأظهر براعة فائقة في حسن الإدارة والتسيير فأعيد انتخابه لدورة ثانية…كما تولى الإمامة والخطابة بجامع النفافتة بحي باب الاقواس من سنة 1946 إلى آخر حياته… دون ان ننسى تأسيسه لرابطة الجمعيات القرآنية بداية السبعينات وغيرها من الأنشطة العلمية والتربوية والجمعياتية…

تتلمذ الشيخ الشاذلي النيفر على ثلة من علماء الزيتونة من أمثال: والده شيخ الجماعة محمد الصادق النيفر والشيخ محمد العزيز جعيط والمقرئ ابراهيم المارغني والمفتي بلحسن النجار والشيخ محمد الحطاب بوشناق… ومن اشهر تلاميذه نذكر الدكاترة الافاضل من أمثال: هشام قريسة؛ الهادي روشو؛حسن المناعي ؛برهان النفاتي,منجية السوايحي؛محمد الناصر الزعايري,مختار الجبالي، عفيف الصبابطي…

للشيخ الشاذلي عشرات الكتب المؤلفة والمحققة إضافة للمخطوطات النادرة والبحوث والمقالات في الصحف والمجلات كَتب في الفقه والحديث والتراجم واهتم بالمذهب المالكي وأعلامه…قيل في شأنه الكثير من الباحثين والمؤرخين والاكاديميين فهو مرجع حي نشيط يزخر معرفة وعلما واطلاعا ومن أهم ما يشدك إلى الشيخ النيفر أنّ جلّ اعماله إن لم نقل كلها ترمي إلى إحياء تراثنا العربي الاسلامي وتعريف الشباب التونسي على وجه الخصوص بتاريخ بلاده وآثار آبائه وأجداده حتى يعمل بكدّ وجدّ للنسج على منوالهم والتعلم من تجاربهم والاقتداء بهم لما فيه خير الامة وصلاحها في الحاضر والمستقبل.

توفي الشيخ محمد الشاذلي النيفر في 04 ديسمبر 1997 عن سن تناهز التسعين سنة قضاها كلها في أعمال البر و تأليف الكتب وتحقيقها وبث العلم النافع في صدور المسلمين ودفن من الغد في تربة آل النيفر بمقبرة الجلاز بتونس العاصمة ورثاه جمع من أعيان عصره من علماء ومفكرين… الحديث يطول عن هذا العلم الزيتوني الكبير .

نقلاً : الباحث في الفكر الزيتوني محمد أيمن القربي