حذر رئيس أكبر شركة تأمين ألمانية من أن بلاده تقف على شفا أزمة اجتماعية قد تعيدها إلى عهد التسعينيات عندما كانت تلقب بـ”رجل أوروبا المريض”.
وجاءت هذه التصريحات خلال مؤتمر صحفي نقلته صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية عن الرئيس التنفيذي لمجموعة “أليانز” أوليفر بيتيه، حيث قال: “لقد عدنا إلى ما كنا عليه عام 1997، حين كانت ألمانيا توصف برجل أوروبا المريض.. أتوقع أن نظام الضمان الاجتماعي لدينا سينهار خلال عشر سنوات”.
وتأتي هذه التحذيرات في وقت يشهد فيه الاقتصاد الألماني تراجعا مستمرا منذ عامين. ورغم أن ألمانيا لا تزال تنفق بسخاء على أنظمة الرعاية الاجتماعية وفقا لمعايير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، إلا أن هذه النفقات تشهد نموا بطيئا في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة.
وتزداد الأمور تعقيدا مع بداية تقاعد جيل “الطفرة السكانية” المولودين بين الخمسينيات ومنتصف الستينيات، مما يهدد بخلق عجز كبير في نظام المعاشات التقاعدية.
كذلك أشار بيتيه إلى أن “نظام التقاعد الحالي غير قادر على الاستمرار”، داعيا إلى “تحقيق عوائد أعلى للشركات لتعويض هذا العجز”. ورغم أن معدل البطالة الحالي عند 6.3% يظل أفضل من مستويات التسعينيات، إلا أن الخبراء يحذرون من أن الارتفاع المستمر في نفقات الرعاية الصحية والاجتماعية يشكل تهديدا خطيرا للاستقرار الاقتصادي.
يذكر أن ألمانيا حافظت مؤخرا على تصنيفها الائتماني “AAA” من وكالة “فيتش” للتصنيف الائتماني، لكن الوكالة أشارت في تقريرها إلى عدد من التحديات الهيكلية التي تواجه البلاد، أبرزها شيخوخة السكان السريعة التي تمثل عبئا متزايدا على النمو الاقتصادي والمالية العامة.
