قال الناشط السياسي نوفل سعيّد في منشور له الجمعة الماضية على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك ان لحظة 25 جويلية 2021 كانت فرصة تاريخية لتونس للخروج من الأزمة العضوية التي تردت فيها
وأضاف أنه لولا هذه اللحظة، بشهادة الكثيرين، لانحدرت البلاد في مستنقع العنف والعنف المضاد.
وتابع قائلا ‘ نعم لقد كان لقيس سعيّد الفضل و الشجاعة في تدشين هذه اللحظة و سيحفظ له التاريخ ذلك…ولكن منذ تدشينها أصبحت هذه اللحظة ملكا لتونس و مطروح علينا دعمها و تطويرها باعتبارها لحظة وطنية صنعت مشروعا سياسيا بديلا استوعب صلب الدولة الطاقات الاحتجاجية المتأججة التي عجزت النخبة السياسية التي حكمت البلاد على مدى عشرية كاملة عن استيعابها فكانت بهذا المعنى عنوان استقرار سياسي على جانب كبير من الأهمية .’
وشدد على أن الدولة قد تمر ببعض الازمات في ظل هذه الأوضاع الجديدة و لكنّها في كلّ الأحوال تبقى أزمات ظرفية.
أثبتت الدولة أنّها قادرة على استيعابها و حلّها ضمن أطرها و هي لا ترقى في كلّ الأحوال الى الازمة العضوية ذات الأفق المسدود التي انتهت اليها البلاد عشية 25 جويلية 2021 ، و لم يكن نجاح الدولة في استيعاب الازمات الظرفية الا نتيجة ارتفاع منسوب الثقة بين الجمهور الواسع و قيادته و هذا أمر مستحدث لم تعهده البلاد منذ عقود طويلة .
وشدد على أن لحظة 25 جويلية تقع في قلب الخيارات الوطنية المناهضة لإملاءات المنظومة الرأسمالية المالية العالمية …وهذا يمثل في حد ذاته رهانا صعبا وثقيلا جدا يوازي السباحة ضد التيار… رهان قبلته الدولة الوطنية على جسامته.
واعتبر الناشط السياسي أن هناك شقا من المعارضين ل 25 جويلية يعول على تحويل هذه اللحظة داخليا الى عنوان أزمة عضوية بتهويل بعض الأزمات الظرفية العابرة او الاحداث التي قد تطرأ من حين الى آخر ولكن لم يفلح في ذلك نظرا الى أنّ الازمة لا تتحول من ظرفية الى عضوية الاّ عندما تقرر كتلة اجتماعية ذات بال أن النظام القائم يجب أن يتغير باعتباره هو نفسه مصدر الأزمة نتيجة عجزه عن صنع الحلول التي ينتظرها الجمهور عندئذ فقط تتشكل قوى اجتماعية صلبة لتطالب بحل جماعي من أجل تغيير النظام.
وأضاف نوفل سعيد: المطلوب اليوم كذلك هو بدون أدنى شك مزيد فتح الآفاق امام الطاقات التونسية الشابة و بعث الأمل فيهم و تذليل الصعوبات امام ذكاءهم الوقاد لتأمين بقاءهم في بلدهم … فلم يعد من المقبول اليوم أن تكوّن تونس من عرق دافعي الضرائب ألمع المهندسين و الأطباء و الكوادر …ثمّ تشاهدهم يغادرون بلدهم الواحد تلو الآخر …هذا ما تسعى اليه دولة 25 جويلية بجهد و ثبات رغم الصعوبات الجمة التي تواجهها خصوصا من أولئك الذين لا يزال يحدوهم الامل صلب الدولة العميقة لا عادة انتاج دولة الفساد التي ثار عليه الشعب.
في النهاية اقول أنّه على المنظومة النيوليرالية العالمية أن تقبل التعايش مع الأنظمة الوطنية التي تخدم شعوبها…لأن غير ذلك لن تكون نتيجته الاّ الفوضى …غير الخلاقة…
زر الذهاب إلى الأعلى