علق النائب ثابت العابد على حادثة مرسيليا وقال أن : السيادة ليست مفهوماً إنشائياً يُردَّد في الخطب ولا شعاراً يُرفع للاستهلاك المحلي. السيادة، في معناها الحقيقي، مواقف وإجراءات، أفعال تحمي المواطن داخل حدود الوطن وخارجه لا أن يتحول المهاجر التونسي إلى ضحية سهلة، أو إلى ورقة تفاوضية في صفقات عابرة. حين يُقتل مهاجر تونسي – سواء كان نظامياً أو غير نظامي – وهو في حالة دفاع عن النفس، تتحول القضية إلى جرح وطني حيث لا يعد الأمر حادثة فردية معزولة، بل دليلاً على هشاشة الحماية التي يُفترض أن توفرها الدولة لأبنائها في المهجر.
أزمة المهاجرين التونسيين اليوم غير مسبوقة: بين ملاحقات قانونية قاسية، وظروف عمل مهينة، وصورة نمطية تزداد قتامة. في المقابل، يفاخر بعض جيراننا في الضفة الشمالية للمتوسط بما يسمونه “نجاحاً” في الحد من الهجرة غير النظامية. نجاح يُقاس بالأرقام، لكنه في حقيقته يُقاس بدماء شبابنا وأحلامهم المجهضة.
السكوت اليوم جريمة. والتهاون في حماية كرامة التونسيين في الخارج تراجع أخلاقي وسياسي خطير. فإما أن نؤمن أن السيادة التونسية تُقاس بمدى صونها لحقوق أبنائها، أو نواصل في سرد الشعارات الجوفاء، ونترك المهاجرين وحدهم في مواجهة مصيرهم، ونكتفي بمهمة حماية الحدود..!!
زر الذهاب إلى الأعلى