نفت صحف جزائرية مؤثرة ومعروفة بقربها من أوساط صناعة القرار، رواية وصول الجنرال عبد القادر حداد المدعو “ناصر الجن“، المدير السابق للأمن الداخلي، إلى الأراضي الإسبانية، معتبرة ما أوردته صحيفة إسبانية بأنه محض مزاعم تستهدف ضرب المؤسسة الأمنية في الجزائر بدعم من جهات في النظام المغربي.
وفي مقال لها بعنوان: “لصالح من يلعب إل كونفيدنسيال وأتباعه؟”، قالت صحيفة “الخبر” الجزائرية استناداً إلى معلومات وصفتها بالمؤكدة، أن الجنرال المدعو ناصر الجن لم يغادر الجزائر إطلاقاً، خلافاً لما روج له الموقع الإسباني الذي نشر مقالاً مثيراً للجدل.
وأكدت الصحيفة أن المعلومات الموثوقة تبيّن بجلاء أن “ناصر الجن” لم يغادر التراب الوطني مطلقاً، ما يجعل الرواية برمتها فبركة إعلامية تستهدف تضليل الرأي العام الإسباني والدولي.
وكانت صحيفة إل كوفيندنسيال قد ذكرت في 25 سبتمبر الماضي أن الجنرال عبد القادر حداد، المعروف بـ”ناصر الجن”، المدير السابق لجهاز الأمن الداخلي الجزائري، فرّ من الجزائر إلى إسبانيا على طريقة “الحراقة”. وادّعى المقال الذي وقّعه الصحافي الإسباني إغناسيو سومبريرو أن الجنرال تمكّن بين ليلة 18 وصباح 19 سبتمبر من خداع المراقبة العسكرية المفروضة عليه، ليصل إلى ساحل أليكانتي على متن قارب سريع.
ومن جانب آخر، كانت صحيفة لوموند الفرنسية قد أوردت أن العاصمة الجزائرية شهدت في 18 و19 سبتمبر انتشاراً أمنياً واسعاً وصفته بغير المسبوق منذ العشرية السوداء، مع إقامة حواجز وتفتيش السيارات وطلعات مروحيات، في سياق ما وصفته بـ”مطاردة” للجنرال الفار. وذكرت أن الحادثة أحدثت “صدمة قوية” داخل هرم السلطة ودفعَت إلى اجتماع طارئ للمجلس الأعلى للأمن، وسط حديث عن تواطؤ داخل الأجهزة الأمنية سمح بالفرار.
وأضافت الصحيفة الفرنسية أن ناصر الجن يُعتبر “خزان أسرار” النخبة الحاكمة، وأن الاهتمام بقضيته ارتبط بانعكاساتها على توازنات السلطة التي اهتزت منذ حل جهاز الاستخبارات (DRS) عام 2015. وأشارت إلى أن نحو 200 ضابط سام يقبعون في السجون الجزائرية، بينهم ثلاثون جنرالاً، وأن هذه التغييرات المتسارعة في قيادة الأجهزة عكست حالة عدم الاستقرار داخل المؤسسة العسكرية.
واعتبر محللون، بحسب لوموند، أن تفكيك جهاز الاستخبارات القوي أفقد النظام نقطة التوازن التي كانت تضبط علاقة الجيش بالرئاسة والمجتمع، ما جعل المؤسسة العسكرية تعيش على وقع صراعات أجنحة مزمنة، زادتها حادثة “اختفاء ناصر الجن” إرباكاً وغموضاً.
زر الذهاب إلى الأعلى