Centered Iframe
أخبار رياضة

أموال المونديال والبطولات هل تنقذ كرة القدم التونسية أم تبتلعها نفس المنظومة؟

    من المنتظر أن تتحصل الجامعة التونسية لكرة القدم على مبلغ ضخم يقدّر بـ 10.5 مليون دولار من مشاركة المنتخب في المونديال، إلى جانب مداخيل أخرى ستتدفق على الخزينة من المشاركة في البطولة العربية وكأس إفريقيا.

لكن السؤال الجوهري الذي يطرحه الشارع الرياضي اليوم هو:

 هل ستغيّر هذه الأموال واقع الكرة التونسية؟ أم سنعيش نفس المشهد القديم : أموال تتدفق… ثم تتبخر؟

 أموال على الورق وأزمة على الميدان:

ما أكثر الأرقام التي نسمعها، وما أقلّ النتائج التي نراها.

ففي كل مشاركة كبرى، تتحدث الجامعة عن موارد مالية جديدة، لكن النتائج الميدانية تبقى متواضعة، والأندية تغرق في الديون، واللاعبون يشتكون من تأخر المستحقات، وحتى المنتخبات تواجه صعوبات لوجستية.

لقد أصبح واضحًا أن المشكلة ليست في المال، بل في من يديره.

فحين تغيب الشفافية والمساءلة، يصبح المونديال فرصة جديدة للبعض لتلميع صورهم… لا لتطوير الكرة التونسية.

  نفس السيناريو المملّ:

لا يمكن لأي منظومة أن تتقدّم ما دامت المحاباة والولاءات تتحكم في كل شيء: من التعيينات إلى المنح إلى توزيع الموارد.

أسماء تتكرّر، ووجوه لا تغادر المشهد، ومناصب تُمنح على أساس العلاقات لا الكفاءة.

فكيف ننتظر نتائج مختلفة ونحن نعيد نفس الوجوه ونفس الأخطاء؟

غياب الرؤية مقابل ضياع الملايين:

ما الذي سنفعله بـ10.5 مليون دولار؟

هل هناك مشروع واضح لتطوير المنتخبات الشابة؟

هل هناك استراتيجية لتأهيل الملاعب أو دعم الأندية المتعثّرة؟

الإجابة غالبًا: لا شيء ملموس.

المال في كرة القدم التونسية يتحول من فرصة للنهضة إلى أداة في لعبة النفوذ والتوازنات و الكرة التونسية لا تحتاج إلى “أموال أكثر”، بل إلى عقول نزيهة تعرف كيف تستثمر كل دينار.

 دروس من الماضي لم نتعلمها بعد:

10.5 مليون دولار ليست “هدية مونديالية” بقدر ما هي اختبار جديد للنزاهة والمساءلة، فالمسألة لم تعد في حجم المداخيل، بل في كيفية إدارتها ولن تتقدّم كرة القدم التونسية إلا عندما تصبح الأموال وسيلة للبناء لا وسيلة للنفوذ!

و إن لم تتغير العقلية، فحتى لو جاءتنا مداخيل “كأس العالم كل سنة”، سنبقى في نفس الدوامة: أموال تدخل… وإنجازات تغيب… وثقة الجماهير تتآكل.

نادرة الفرشيشي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى