تشهد منطقة حارم في ريف إدلب الشمالي توتراً أمنياً متصاعداً عقب اندلاع اشتباكات عنيفة بين قوات “الأمن العام” التابعة للإدارة الانتقالية في دمشق، ومقاتلين أجانب من “كتيبة الغرباء” الفرنسيين المنضوين ضمن فصيل أنصار التوحيد (الفرقة 82) التابعة لوزارة الدفاع السورية.
وبحسب مصادر ميدانية، بدأت العملية الأمنية، فجر اليوم الأربعاء، بمشاركة نحو 150 آلية عسكرية موزعة على 3 أرتال من المصفحات ومدرعات الاقتحام، ترافقت مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع فوق المنطقة.
وأوضحت المصادر أن القوات حاصرت ما يُعرف بـ “مخيم الفرنسيين” في مدينة حارم، الذي يضم عشرات المقاتلين من الجنسية الفرنسية، وبدأت قصفاً مدفعياً وجوياً استُخدمت فيه “قذائف الهاون” والدبابات .
جاءت العملية بعد اتهامات وُجّهت لأمير “كتيبة الغرباء”، عمر أومسين، برفض تسليم نفسه للأمن العام، على خلفية قضايا تتعلق ببيع أطفال قاصرين أو التفاوض مع ذويهم لتقاضي مبالغ مالية مقابل استعادتهم. ونفت المجموعة هذه الاتهامات، ووصفتها بأنها “مزاعم سياسية لتبرير الحملة الأمنية ضدها”، متهمة فيه الأمن الداخلي بالتنسيق مع الحكومة الفرنسية لشنّ حملة تهدف إلى “القضاء على المقاتلين الفرنسيين” في إدلب.
في المقابل، أصدرت مجموعة تُسمّي نفسها “الأنصار الفرنسيين” بياناً اعتبرت فيه أن ما يجري “استهداف غير مبرّر لمهاجرين وقفوا مع الشعب السوري في محنته”، داعيةً إلى وقف الاعتقالات واحترام حقوق المقاتلين الأجانب الذين وصفتهم بـ “المجاهدين”، وفق تعبيرها.
البيان، الذي تخللته عبارات دينية وتحريضية، حذر الحكومة الانتقالية من “الغضب الشعبي والجهادي” في حال استمرار العملية، مؤكداً أن أي محاولة لتصفية المقاتلين الفرنسيين ستُقابل بـ “رد فعل قاسٍ”.
وفي تسجيل صوتي منسوب لأومسين، كفّر أمير الكتيبة إدارة الأمن العام ووصف عناصرها بـ”المرتزقة والعملاء”، فيما نشر أحد المقاتلين الفرنسيين، يُدعى جبريل ديابي (لاعب سابق في نادي أمية)، تسجيلاً قال فيه: “نحن اليوم في مرحلة، وبعدنا سيأتي دور مهاجرين من دول أخرى… لكن الخطة ستفشل، لأن الغربيين سيجدون في النهاية حكومة أنصار ترفض تنفيذ أوامر أسيادها”.
زر الذهاب إلى الأعلى