التقى حفتر الجمعة وزير الدفاع التركي يشار غولر في أنقرة، ضمن زيارة رسمية يجريها إلى تركيا. وأفادت القيادة العامة للجيش الوطني بأن “الاجتماع تركز على تبادل التقييمات بشأن التطورات الدولية وبحث سبل تعزيز التعاون العسكري بين الجانبين، مع إيلاء اهتمام خاص للتحديات الأمنية الإقليمية وجهود تحقيق الاستقرار”. وأشارت تقارير إلى توقيع اتفاقات عسكرية تشمل التدريب وشراء المعدات.
ويُنظر إلى التقارب بين تركيا وسلطات شرق ليبيا كخطوة للتحرك في مساحة التنافس مع روسيا التي تمتلك حضورا عسكريا كبيرا ومؤثرا في المنطقة، من خلال الانخراط المباشر مع قوات حفتر، وتسعى أنقرة لتقليص اعتماد الشرق على القوى الأخرى وضمان موطئ قدم استراتيجي لها.
وترسل الزيارات إشارة واضحة إلى دول إقليمية، مثل اليونان، مفادها أن تركيا قادرة على بناء علاقات مع الأطراف التي تعتبرها هذه البلدان حليفاً لها، مما يعزز موقفها في قضايا مثل الحدود البحرية في شرق المتوسط.
وتشير الحفاوة الرسمية في استقبال قادة الشرق الليبي إلى أن أنقرة تفضل الشراكة مع المؤسسات العسكرية المنظمة والمستقرة، مثل القيادة العامة، على الاعتماد على التشكيلات المسلحة المتفرقة وغير المنضبطة في بعض مناطق الغرب.
ويهدف صدام حفتر من خلال هذه الزيارات إلى تعزيز مكانة قوات القيادة العامة دولياً وإقليمياً، وتثبيت وضعه كشخصية رئيسية في المشهد الليبي، قادرة على التفاوض وإبرام الاتفاقات على أعلى المستويات.
وتسعى قوات الشرق إلى تنويع مصادر دعمها العسكري والسياسي والاقتصادي، وعدم حصرها في حلفائها التقليديين، مما يمنحها قدرة أكبر على المناورة، بينما أثارت زيارات صدام حفتر إلى أنقرة حالة من القلق والارتباك لدى بعض قادة حكومة الوحدة الوطنية والمجموعات المسلحة في الغرب، حيث تُعد اعترافاً تركياً ضمنياً بدور قوات الشرق كطرف عسكري منظم.
وفي سياق يقود بلقاسم حفتر، مدير الصندوق الليبي للتنمية وإعادة الإعمار، جهود استقطاب استثمارات أجنبية في الشرق الليبي، حيث وقع الثلاثاء الماضي في باريس مذكرة تفاهم بين الهيئة الوطنية للتنمية الليبية و”بيزنس فرانس”، قبل أن يتجه الجمعة إلى موسكو للقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لمناقشة التعاون في مجالات إعادة الإعمار والتنمية.
كما تشير مصادر ليبية إلى مباحثات أولية قد تفضي إلى زيارة مرتقبة لخالد حفتر، رئيس الأركان المُعيّن حديثاً، إلى إيطاليا خلال الأسابيع المقبلة، عقب زيارة رسمية أجراها إلى اليونان.
زر الذهاب إلى الأعلى