احتضنت دار الجمعيات بالعاصمة التونسية، مساء السبت 22 نوفمبر 2025، سهرة فنية مميزة نظّمتها النقابة المهنية المغربية لمبدعي الأغنية بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل بالمغرب، وبالتعاون مع جمعية الصداقة للجالية المغربية بتونس. وقد جاء الحفل تخليداً لذكرى عيد الإستقلال والمسيرة الخضراء، اللتين تمثلان صفحة مشرقة في التاريخ المغربي الحديث.
دور محوري لجمعية الصداقة والنقابة المهنية للمبدعين:
شكّل هذا الحدث مناسبة لإبراز الدور الكبير الذي تضطلع به جمعية الصداقة للجالية المغربية بتونس، باعتبارها جسراً إنسانياً وثقافياً يربط أفراد الجالية بوطنهم الأم، وفضاءً يحتضن المبادرات الهادفة لتعزيز حضورهم الثقافي والاجتماعي في تونس.
وقد أثبتت الجمعية مرّة أخرى قدرتها على تنظيم فعاليات راقية تُبرز الوجه الحضاري للمغرب وتُثري الحراك الثقافي التونسي المغربي المشترك.
وفي المقابل، لعبت النقابة المهنية المغربية لمبدعي الأغنية دوراً أساسياً في إنجاح هذه الأمسية، من خلال إشرافها الفني والتنظيمي وحرصها على تقديم مادة فنية ذات جودة عالية، تجمع بين التراث والأصالة.
وقد ساهمت النقابة، بخبرتها ورؤيتها الفنية، في جعل الحفل حدثاً يُحتفى به ويليق برمزية المناسبة الوطنية.
حضور دبلوماسي يعكس عمق الروابط:
شهد الحفل حضور السيد القنصل العام للمملكة المغربية بتونس، الذي جاء دعمه لهذا الموعد الفني ليؤكد حرص البعثة الدبلوماسية المغربية على تعزيز حضور الجالية وتقوية جسور التواصل مع محيطها التونسي.
وفي تصريح خصّ به الحضور، أكد القنصل العام أن “هذه السهرة ليست مجرد احتفال فني، بل هي لحظة وجدانية تجمعنا بتاريخنا وهويتنا، وتعكس عمق المحبة التي تربط المغرب بتونس و إن تفاعل الجمهور وتنوع الإبداع فوق الركح يؤكد أن الفن ظلّ دائماً جسراً متيناً يوحّد الشعوب ويقرّب المسافات.”
وتوجّه بالشكر إلى السلطات التونسية على ما قدّمته من تسهيلات وخدمات لضمان نجاح الحفل، مؤكداً أن هذه المبادرات تعكس جودة العلاقات الثنائية، وروح التعاون الأخوي التي تميز البلدين على مختلف المستويات.
أمسية جمعت الفنانين وقدّمت لوحة فنية راقية:
عرفت السهرة حضوراً لافتاً من أبناء الجالية المغربية والمحبين للفنون من مختلف الشرائح التونسية.
وقدّم الفنانون المغاربة والتونسيون عرضاً متناغماً جمع بين الطرب والأنغام التراثية والأداء الحي، في أمسية تفاعل معها الجمهور بحرارة.
وأحيا الفنان المغربي قيس السهيلي الفقرة الرئيسية للحفل، إلى جانب الفنانين التونسيين هشام النقاطي، زهور الشمري، أميرة عامر وقيس السميلي، إضافة إلى الفنان المغربي أمين العاصمي. كما كان لحضور المجموعة الغيوانية أنصار السلام وقعٌ خاص أشعل المسرح بعبق التراث.
تفاعل كبير وأجواء احتفالية:
غصّ الفضاء بالحضور، وامتزجت الأعلام بالهتافات في لحظة احتفال جامعة.
ونوّه المنظمون بنجاح السهرة وبالتنظيم المحكم، مؤكدين أنّ هذا الحدث يمثل رسالة أخوة وصداقة متجذّرة بين المغرب وتونس.
كانت الليلة أكثر من مجرد أمسية فنية و شهادة محبة صادقة بين بلدين تجمعهما الروابط التاريخية والثقافية والإنسانية.
وإنّ الدور الريادي الذي تلعبه جمعية الصداقة للجالية المغربية بتونس والنقابة المهنية المغربية لمبدعي الأغنية يُعطي لهذه المبادرات روحاً خاصة تُعزز حضور الجالية وتُرسّخ قيم التلاقي بين الشعبين.
نجاح الحفل أكد أن الفن حين يحتضنه قلبان يصبح وطناً ثالثاً يُوحّد ولا يفرّق، ومع هذا النجاح تتجدد الآمال في مزيد من الفعاليات التي تجمع، تُبدع وتبني الجسور.
نادرة الفرشيشي
زر الذهاب إلى الأعلى