Centered Iframe
ثقافة وفنون

أصغر رسام في شمال افريقيا الفنان التشكيلي التونسي خيري جراية يكسّر جدار الصمت بأنامله المبدعة

    في الوقت الذي اختار فيه اغلب شبابنا الابحار في عالم الانترنات حتى أكلته الالة وأصبح للاسف عبدا لها يظلّ بصيص الأمل موجودا في زمن العتمة من خلال بعض الاستثناءات المبدعة في عالم الاحاسيس المرهفة التي تصنع الابداع والفن .

ومن هؤلاء المبدعين يهلّ علينا الشاب خيري جراية وهو فنان تشكيلي ينحدر من عائلة عريقة في مجال الابداع ونهلت من روح القيروان العبقة بالتاريخ المجيد والحضارة العريقة فهو سليل عائلة الشاعر والملحن المرحوم احميده جراي والذي عرفناه في عالم الموسيقى منسّقا كمتعهد حفلات لعدة سهرات وعروض فنية في عدة مهرجانات ولسنوات مضت على غرار مهرجان قرطاج الدولي

هذا الشاب اختار الريشة واللون وسيلة للتعبير عن حبّه لتونس ولتراثها وثرائها ليحمل هذا الحب في عمق وجدانه وفي نبض فكره ليكون رسالته في الحياة والتي يريد ابلاغها وايصالها الى كل شباب تونس ليدعوهم من خلال فنه لحب وطنهم والمحافظة عليه والتعريف بتراثه وعراقته الحضارية التاريخية وجسّد ذلك لأول مرة من خلال معرض للوحاته وابداعته احتضنه المركّب الثقافي”أسد بن الفرات”بالقيروان سنة 2024 وحظي بتدشينه آنذاك من قبل الاستاذة ربيعة بلفقيرة المديرة العامة للعمل الثقافي بوزارة الشؤون الثقافية حيث يُعد معرضه الذي جاء تحت عنوان «الآثار المنسية» والذي لاقى إعجابًا واسعًا من الزوار والمتابعين له أول معرض لفنان أصم حيث يشتغل في هذا المعرض على التراث المادي مؤكّدا بذلك أننا”قد لا نحتاج أحيانا للكلام بقدر ما نحتاج للريشة و الألوان”

كما يتمتع الفنان التشكيلي خيري جراي وهو الذي يشكو قصرا في السمع بموهبة فطرية وقدرة مميزة على الإبداع والتعبير الفني، إذ تنقل لوحات الفنان خيري مشاعر عميقة وصورًا نابضة بالحياة تُفهم بالعين وتلامس الإحساس دون حاجة إلى كلمات وهو كما أكّد لنا على لسانه فنان عصامي تحدى كل العوائق و لم تزده الإعاقة السمعية الا اصرارا على تحقيق أهدافه والتعريف بفنه وابداعه ليضيف”لم يكن طريقي مفروشا بالورود، لكنني آمنت أن الإصرار يرسم المستحيل بألوان الأمل و رغم كل التحديات، حملت فرشاتي وأطلقت العنان لروحي، فكانت لوحاتي صوتي الذي يصل إلى العالم لان الفن بالنسبة الي هو صوت الروح فأينما وُجدت مساحة، وُجد التعبير”

وتتميز لوحات خيري بأنها لوحات فيها تحدي ورغم انها انتاج أنامله ولمسات يدها فانها اقرب الى الصورة الفوتوغرافية لتبطن ابداعه الفني وطاقته الإيجابية لينحت من خلال هذه الابداعات اسمه كأصغر رسام في شمال افريقيا وليثبت حقيقة مفادها ان الفن فعلا هو رحلة تواصل بين الحضارات والقلوب من أول خط بالقلم إلى آخر لمسة لون

وهكذا تلخص انتاجات فخري الفنية والتي تنهل من روح المدرسة التشكيلية الواقعية حوار صامتا بين التاريخ والحاضر، بين الهوية والانفتاح ذلك ان كل مرحلة في الرسم لم تكن مجرد تفاصيل تقنية، بل كانت نبض مشاعره وإيمانه بأن الفن يجمع، يقرّب، ويوصل صوت الشعوب الى أبعد الحدود فالفن عنده” لغة القلوب التي توحّد الشعوب”

منصف كريمي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى