حذر مخططو الجيش الألماني من أن الهجمات السيبرانية وأعمال التخريب وحملات التضليل الإعلامي التي شهدتها البلاد مؤخراً قد تشكل الشرارة الأولى لحرب جديدة، وذلك وفقاً لوثيقة حكومية سريّة اطلعت عليها مجلة “بوليتيكو”.
وأفادت المجلة بأن هذا التقييم يرد ضمن “الخطة العملياتية لألمانيا” (OPLAN)، وهي وثيقة تخطيطية تحدد الكيفية التي ستنظم بها برلين الدفاع عن أراضيها، في حال اندلاع نزاع واسع النطاق يشمل دول حلف شمال الأطلسي “الناتو”.
واعتبرت بوليتيكو أن هذا التخطيط يعكس تحولاً أوسع في النهج الألماني، في وقت باتت فيه برلين تؤدي دوراً محورياً في التخطيط اللوجستي وتعزيز القوات داخل الحلف، “بالتزامن مع تزايد السلوك العدائي لروسيا تجاه دول الناتو الأوروبية” منذ الغزو الروسي لأوكرانيا قبل نحو أربعة أعوام.
وتوضح الوثيقة أن هذه الإجراءات الهجينة “يمكن أن تستخدم في الأساس كتمهيد لمواجهة عسكرية”. وبدلاً من النظر إلى العمليات السيبرانية أو حملات التأثير على أنها مجرد أدوات ضغط هامشية، تدرجها الخطة ضمن مسار التصعيد العسكري المباشر.
وذكرت بوليتكيو أنه خلال الأشهر الماضية، واجهت ألمانيا وحلفاؤها سلسلة من الهجمات الهجينة التي تعكس السيناريوهات الواردة في خطة OPLAN.
ووثّقت السلطات الاتحادية الألمانية تصاعد أنشطة التجسس الروسية والهجمات السيبرانية، ومحاولات التأثير التي تستهدف المؤسسات السياسية والبنية التحتية الحيوية والرأي العام، فيما وصف وزير الداخلية ألكسندر دوبرينت ألمانيا بأنها “هدف يومي للحرب الهجينة”.
زر الذهاب إلى الأعلى