بلغ مخزون المياه بالسدود، لغاية 13 جويلية 2024، 664 مليون متر مكعب « م3″، اي بنسبة امتلاء في حدود 28.30 بالمائة، ويعد المخزون المتوفر بالسدود اقل من ذلك المتاح في نفس اليوم من السنة الفارطة، بما يعادل 175 مليون م3، واقل من معدل السنوات الثلاث المنقضية لنفس الفترة، بـ 255 مليون م3، وفق ما كشف عنه، السبت، مدير عام الهندسة الريفية واستغلال المياه بوزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري، عبد الحميد منجة.
وافاد منجة، خلال الندوة الصحفية الدّوريّة لوزارة الفلاحة، وفي عرض للوضعية المائية الحالية والاجراءات المتخذة لتامين مياه الشرب خلال صائفة 2024، أنّ إجمالي إيرادات السدود للموسم الحالي، قد بلغت 647 مليون م3، 37 بالمائة من معدل الايرادات لنفس الفترة، واقل من ايرادات السنة الفارطة لنفس الفترة بـ30 مليون م3، باعتبار ان الفترة الخريفية والربيعية كانت جافة وغير ممطرة.
واكد المسؤول، في هذا الصدد، ان الوضعية الحالية للسدود حرجة ولا بد من التعامل معها بحكمة، لافتا الى ان بعض السدود المحورية على غرار « الحركة » و »سجنان » و »الزياتين » بالشمال في مستويات منخفضة، فضلا عن ضعف المخزون المتوفر خاصة في سدود الوسط « نبهانة » والوطن القبلي، ما استدعى مواصلة عمليات تحويل المياه بالطاقة القصوى.
وشدّد منجة، على وجوب ترشيد استهلاك الماء والتحكم في الطلب على المياه، عبر اعتماد الحنفية المقتصدة للماء والتي تستهلك ثلث الحنفية العادية واجراء التدقيق الاجباري بخصوص الاستعمالات السياحية والصناعية واستعمال الموارد البديلة (مياه مالحة ومياه معالجة) واعادة تدوير المياه.
وبخصوص الاستعمالات الفلاحية، اكد المتحدث، اهمية قيادة عملية الرّيّ والتوجه نحو الزراعات الاقل استهلاك للماء وتثمين المياه المستعملة المعالجة واستعمال المياه الجوفية المالحة بعد تحليتها.
ودأبت الوزارة، بحسب مدير عام الهندسة الريفية واستغلال المياه، على وضع خطة تامين التزود بالماء الصالح للشرب خلال الصائفة بالوسط الحضري، إذ بلغت النسبة الجملية لتقدم انجاز مخطط تامين التزود بالماء الصالح للشرب حوالي 70 بالمائة. وقد تم حفر 33 بئرا عميقة منها 17 تم تجهيزها وربطها بالمنظومات المائية فضلا عن دخول محطة الزارات لتحلية مياه البحر حيز الاستغلال بطاقة جملية تناهز 50000 متر مكعب في اليوم، في وقت يجري فيه استحثاث نسق انجاز محطة تحلية مياه البحر بصفاقس والتي ستوفر 100000 متر مكعب في اليوم والتي ستدخل مرحلة التجربة اخر شهر جويلية 2024.
كما سيقع في اطار تامين التزود بالماء الصالح للشرب خلال الصائفة بالوسط الحضري، تجهيز وربط 9 آبار عميقة بمحاور جلب المياه من بين 18 بئرا مبرمجة والتعاون مع المؤسسة الوطنية للانشطة البترولية لاستغلال 17 بئرا عميقة جدا.
ولتامين التزود بالوسط الريفي، بيّن منجة، ان 14 مشروعا دخل، بعد، حيز الاستغلال لفائدة 31 الف ساكن مع تحسين اداء 14 منظومة لفائدة 11 الف ساكن واعادة تشغيل 3 منظومات متوقفة لفائدة 1000 ساكن ازالة 1109 توصيلة فردية عشوائية.
واضاف في ذات السياق، انه وقعت معالجة مديونية المجامع تجاه الشركة التونسية للكهرباء والغاز بـقيمة 13،2 مليون دينار في ذمة 363 مجمع ومعالجة مديونية المجامع تجاه الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه بما قدره 4،1 ملايين دينار في ذمة 320 مجمع.
وافاد المسؤول في ما يتعلق بخطة العمل لتفادي انقطاعات الماء الصالح للشرب،ان الوزارة قامت بتركيز فريق عمل مركزي على مستوى وزارة الداخلية وتكوين لجان جهوية على مستوى كل ولاية واخرى محلية على مستوى كل معتمدية.
كما بادرت، وفق قوله، الى وضع منظومة للمتابعة الحينية للاشكاليات والاضطرابات التي يمكن ان تطرأ على منظومات الماء الصالح للشرب والتدخل الحيني من طرف المندوبيات الجهوية للتنمية الفلاحية والشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه والتصدي للبناء الفوضوي والتوسعات العشوائية.
واكد في هذا الشان، تسجيل 338 مخالفة وحجز 60 حفار في كل الولايات، في اطار التصدي لظاهرة الحفر العشوائي للآبار منذ شهر جوان 2024، الى جانب ازالة 1059 ربط عشوائي فردي بالمجامع المائية.