كتب فؤاد بن عبد الله – عضو المجلس الجهوي للتنمية ببنزرت
مع بدإ العد التنازلي للإنتخابات الرئاسية في وطننا و كالعادة و المعتاد سنجد هذا يمجد ذاك و ذاك ينتقد هذا و تصدح مكبرات الصوت لتعلي فلان و فلان.
تونس هذه الدولة الصغيرة بمساحتها الجغرافية و الغنية بكفاءاتها و إطارتها و تحظى بمكانة مرموقة خاصة في الخارج.
في رأيي الشخصي للنهوض بالبلد و الوصول إلى أهدافنا يجب في الإنتخابات و قبل القيام بحملة إنتخابية لشخص أو مجموعة أو حزب معين أن نتوجه في إتجاه مقارنات موضوعية بين الحسن و الأحسن بين الجدير و الأجدر بين النظيف و الأنظف بين النزيه و الأنزه بين النافع و الأنفع. المقارنة يجب أن تكون ثنائية الأبعاد كما سبق الذكر و إن وجد بعد ثالث يسقط آليا خارج قائمة الخيارات.
كفانا مقارنات بين سيء و حسن بين قادر و غير قادر بين نظيف و آخر نحاول تنظيفه بين نزيه و آخر نحن قادرون على تنزيهه متى أردنا. يجب أن نضع في أذهاننا أن تونس لم تعد تستحمل تجاربا جديدة و فكرا جديدا لأننا أمضينا ما يكفي من الوقت في التجربة.
حان وقت التطبيق و العمل و لا وقت لدينا لمزيد التجربة فحتى آلات المختبرات قد ملت التجارب و حتى الشعب قد كل و مل من أن تتواصل عليه التجارب.
إذا أردنا المضي قدما في الإصلاح علينا أن نقطع قطعا جذريا مع الماضي و جعله مرجعا لنستوعب الدرس منه فقط و ليس بأن نرمي أخطاء كلنا سببها على فئة معينة أو على حزب أو شخص. و أتمنى كذلك أن يتم إزالة مصطلح ” عشرية سوداء ” لأن هذا المصطلح و عندما يتم تداوله خاصة من طرف البعض ينتابني الغضب لأنه و ببساطة كان طرفا فاعلا في هذه الفترة و يأتي اليوم و بكل ثقة في النفس يقول لقد كانت عشرية سوداء. و ما كان دورك أنت لمدة عشر سنوات.
تجربة لم تكن ناجحة ذهبت و ككل التجارب إنتفعت منها فئة و لم تكن نافعة لفئات أخرى. في بناء الوطن لا يجب تحميل أي طرف ما لا طاقة له. يكفي تصفيقا لمن هو موجود فقط و إن وجد فشل يقع رميه على الغير. في بناء الأوطان يجب أن نكون شركاء في النجاح و الفشل.
أذكر تونس لا تستحمل المزيد من التجارب و المزيد من إضاعة الوقت و نعلم كذلك أن الماكينات و اللوبيات التي تريد فلان و فلان هدفها واضح و غير منطقي و هي فقط الرجوع إلى الوراء.
عاش الوطن دام العلم مرفرفا. السيد قيس سعيد أثبت جدارته و إستحقاقه و تفوق ليس بالنقاط على منافسيه بل بلغة الملاكمة بعدم التكافؤ. هذه ليست حملة للأستاذ قيس سعيد مع أنه يشرفني أن أقوم بحملة لشخص نظيف اليد مثل قيس سعيد.