Centered Iframe
Centered Iframe
أخبار وطنية

حقائق مدوية: جهات أجنبيّة تعمل ضدّ المصالح العليا لتونس

زيت الزيتون في تونس و تحييد الكفاءات الوطنية و منعهم من النهوض بالقطاع : قصّة سهيًل بيّوض أنموذجا

     إنّ المهمّة الأولى للعقل السياسي للدًولة هوّ المحافظة على عناصر القوّة الاستراتيجية في كلّ الأحوال و الظروف و لكن عندما يكون الاختراق في قلب الجهاز الاداري للدّولة تتعقًد الأمور و تختلط و يتمّ استنزاف الجهود و العقول في توصيف البؤر التي تنخر جسد الدّولة و في التذكير بما يتوجّب على سلطة يفترض أنّها تعلم ما يجب و متى يجب.

الزيتون شجرة تختزل روح هذا البلد وتاريخه هذه الشجرة التي تمثًل جزءا من هوّيته و إحدى الشواهد التي لازالت تحفظ إشعاع هذا البلد رغم ما حصل و ما يحصل في قطاع الزياتين ، هذا القطاع تعرّض في فترات سابقة لحرب إعلاميّة شرسة قادها الإيطاليون في أوروبا و الولايات المتّحدة الأمريكية لغلق الأبواب أمام الزيت الزيتون التونسي و لإجبار التونسيين على تصديرها لإيطاليا بالأسعار التي يريدونها و للتحكّم في السّوق العالميّة .

حين كانت الدواوين و الإدارات و الأجهزة المرتبطة بقطاع زيت الزيتون تغطّ في سبات عميق و لا تعي ما يحصل حولها قامت إيطاليا بتصدير زيوت مغشوشة يتمّ إعدادها في إيطاليا هي زيوت نباتية بملوّنات و منكّهة يتمّ بيعه على أساس أنّها زيت زيتون و حينما اكتشفت مصالح رقابية أمريكية هذه الزيوت المغشوشة أعلمهم الإيطاليون بأنّها زيوت تونسيَة و في تلك الأثناء لم تحرّك الدّولة ساكنا و لا بارونات زيت الزيتون في تونس

  و ظهر سهيًل بيًوض و أقام الدّنيا و أقعدها و حوّل القضيّة لقضيّة رأي عام و حرّك الصحافة العالميّة رغم التهديدات من الخارج و الداخل حتّى تمكّن من فضح الايطاليين و استعادة سمعة و بريق الزيتون التونسي

حتّى أنّ عدد الميداليات التي كانت تحصل عليها تونس في قطاع الزياتين انتقل من ميداليتين في السنة إلى سبعين ميدالية بعد الحملة الاعلاميّة المضادّة التي قام بها سهيّل بيًوض و التي لاقت رواجا استثنائيا في الخارج قبل الدّاخل ، حتى تصل اليوم الى مئات الميداليات في كل سنة…

لم يكن ذلك كافيا عند الرّجل فقرّر إنتاج فيلما وثائقيا حول الخصوصيات الفريدة لزيت الزيتون التونسي قصد التعريف بهذا المنتوج الاستراتيجي في كلّ أنحاء العالم و لفتح أسواق جديدة و لربط هذا القطاع بالأنشطة السياحيّة لتحريك الإثنين معا لكنّ مجموعة ما في هذا البلد حاصرت الرجّل و أغلقت في وجهه كلّ الأبواب التي طرقها لمساندته في هذا العمل رغم أهمّيته القصوى إذا ما أخذنا بعين الاعتبار المصلحة العليا للدّولة التونسيّة و الفائدة المحقّقة من هذا العمل.

لجنة COTHOC التي يرأسها المركز الفنّي للتعبئة و التغليف Packtec اتًجه في البداية لتمويل هذا المشروع الفنّي و الثقافي ذو الابعاد الترويجية و التجارية، لما يمكن أن يقدّمه لقطاع الزياتين التونسية في الخارج و لخلق ديناميكية جديدة في القطاع و لمواجهة الحملات الإعلامية التي تشنّها الدّول المنافسة على الزيت الزيتون التونسي و اقتنعت بالدّور الإشهاري و الترويجي لهذا الفيلم و لكن و بقدرة قادر و بعد موافقة اللجنة بالاجماع تغيّر الموقف و تمّ إيقاف هذه الشراكة ضمنيًا

و بقي هذا المشروع في رفوف Packtec بما لا يدع مجالا للشكّ أنّ أحد ما في هذا البلد يشتغل لفائدة جهات أجنبيّة ضدّ المصالح العليا لتونس و لذلك تقرّر أن لا يرى هذا المشروع النّور منذ سنوات

  و رغم التحوّلات السياسية الجوهريّة لم يتغيّر شيئ في هذا القطاع و لا زال مشروع سهيّل بيّوض ينتظر إرادة سياسية وطنيّة حقيقيّة و تحرير هذه القطاع من قبضة المافيات و المتعاونين معهم من الجهاز الإداري المشرف .

ما حصل مع سهيّل بيًوض و مشروعه (الفيلم المتعلّق بزيت الزيتون) من تسويف و مماطلة و تعطيل و غلق للأبواب هوّ اعتداء على قوت التونسيين و حرمانهم من بيع منتوجهم بسعره الحقيقي و قطع للطريق لاسترجاع الدّولة لاحتياطي العملة الصّعبة الذي يمكّنها من استعادة توازنها الاقتصادي و لا يمكن أن يكون ذلك إلاّ لفائدة جهات أجنبيّة و لفائدة بارونات الزيتون و التي من مصلحتها الابقاء هلى الأوضاع على ما هيّ عليه حتّى على حساب شعب بأسره ،

هذا الفيلم الذي يتمّ تعطيله رغم موافقة الــ “الكوتهوك” يمكن أن يضاعف مداخيل زيت الزيتون و أن يحرّك السياحة فضلا على المساهمة في الاشعاع الثقافي و الحضاري لدولة حكمت المتوسًط و العالم ذات يوم …

فوزي النوري 19-8-2024

Centered Iframe

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى