أقرت وسائل إعلام إسرائيلية بخسائر اقتصادية ومالية يتكبدها الاحتلال الإسرائيلي من جراء الحرب المستمرة عند الجبهتين مع قطاع غزة ولبنان، كاشفةً عن حجم هذه الخسائر بالأرقام، ومسلّطةً الضوء على ما تتركه من تداعيات على اقتصاد الاحتلال لسنوات قادمة.
على صعيد الجبهة مع لبنان، أكدت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أنّه منذ اتساع الحرب في لبنان ارتفعت كلفتها لتتجاوز نصف مليار “شيكل” (نحو 135 مليون دولار) في اليوم الواحد، مشددةً على أنّ هذه الكلفة قابلة للارتفاع أكثر في الوقت القريب.
وأوضحت الصحيفة أنّ تكاليف الحرب زادت خاصة مع تجنيد عشرات الآلاف من الجنود في قوات الاحتياط في الأسابيع الأخيرة، وإدخال عدة فرق إلى لبنان، للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب في أكتوبر من العام 2023.
وفي الحرب المستمرة لأكثر من عام عند الجبهة مع قطاع غزة، أكدت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية أنّها مكلفة للغاية من حيث الموارد والأرواح.
ونقلت عن مجلة “ذي إيكونوميست” البريطانية عنواناً رئيسياً، في مارس 2024، تساءلت فيه “هل تستطيع إسرائيل تحمل تكاليف الحرب؟”، كاشفةً أنّ “الجيش الإسرائيلي أهدر 30 مليار “شيكل” (8 مليارات دولار أميركي)، أي ما يعادل 2% من الناتج المحلي الإجمالي، في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2023.
وأكدت الصحيفة الإسرائيلية أنّ ميزانية حكومة الاحتلال تشهد “زيفاً مالياً”، وتضاعف العجز إلى 8% من الناتج المحلي الإجمالي، ناقلةً عن صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أنّ “آلة المال بدأت في العمل بميزانية 2023-2024، التي أقرتها الكنيست، والتي تتضمن 14 مليار شيكل (3.6 مليار دولار) من الإنفاق المخصص للائتلاف، ومعظمها للمؤسسات والبرامج الحريدية”.
موقع صحيفة “يديعوت أحرونوت” كشف أرقاماً عن تكاليف الحرب خلال الـ50 يوماً الماضية أن تكلفة توسيع الحرب في لبنان، إضافة إلى تكاليف الحرب في قطاع غزة، بلغت منذ بداية سبتمبر 2024، نحو 25 مليار شيكل، مشدداً على أنّ هذه “النفقات الكبيرة ستتطلب اختراق ميزانية الحكومة وزيادتها مباشرة”.
وتحدث الموقع عن فجوةٍ بين المؤسسة الأمنية ووزارة المالية التي تبلغ 20 مليار “شيكل”، مشيرةً إلى أنّ “مطلب المنظومة الدفاعية هو إضافات بنحو 220 مليار شيكل في السنوات القادمة، وقد تم رفضه بالكامل من قبل الوزارة”.