أحداث الأسبوع الماضي طرحت أسئلة جادة حول مستقبل نظام الأسد، وحيث شن تحالف من فصائل المعارضة المسلحة هجوما في شمال سوريا، وسيطر على نحو 250 مدينة وبلدة وقرية، وضاعف مساحة الأراضي الخاضعة لسيطرته بأكثر من الضعف.
كما تم الاستيلاء على ثاني أكبر مدينة في سوريا حلب في غضون 24 ساعة، مع انهيار خطوط جبهات الدفاع للنظام السوري واحدة تلو الأخرى.
وبعد ما يقرب من خمس سنوات من تجميد خطوط السيطرة في جميع أنحاء البلاد، فإن هذه التطورات دراماتيكية ويعتبر تغييرا لقواعد اللعبة.
إقليمياً، أدى تورط روسيا في أوكرانيا والحرب التي اندلعت بعد هجمات 7أكتوبر واستهداف إسرائيل لإيران ووكلائها في سوريا ولبنان، إلى تحول انتباه روسيا وإيران عن سوريا.
واما على الصعيد الداخلي السوري، تقول أرقام الأمم المتحدة إن نسبة 90% من سكان سوريا باتوا يعيشون تحت خطر الفقر. وكما ان اقتصاد سوريا يعيش ومنذ سنوات حالة من الفوضى. وقبل أسبوع، كان الدولار الواحـد يساوي 14,750 ليرة سورية. بل وخفضت الحكومة في السنوات الأخيرة، الدعم عن المحروقات والمواد الأساسية… وهناك شبح الإفلاس..وتفاقم ظاهرة التهريب والجريمة وتجارة المخدرات..كما أن حياة الشعب السوري لم تتغير في ظل النظام السوري الحالي.
عسكرياً، عانى الجهاز العسكري للنظام الأسد من الركود في السنوات الأخيرة، حيث انهار من الداخل وتفكك من الخارج. ورغم جهود روسيا التي عززت بعض القدرات الفعالة داخل وحدات عسكرية مختارة، مثل فرقة المهام الخاصة الخامسة والعشرين، إلا أن القوات المسلحة السورية ككل تظل غير موحدة وضعيفة التنسيق.
ثماني سنوات من الاستثمار الروسي في إعادة بناء جيش نظام الأسد لم يكن له تأثير يذكر على قدرة الجيش على القتال بفعالية تحت الضغط.
وفي المقابل، عملت الفصائل السورية ومنذ عام 2020، على تطوير قدراتها العسكرية، وأنشأت هيئة تحرير الشام، تحديدا قوات خاصة تعرف باسم العصائب الحمراء والتي كانت بمثابة رأس السهم في العمليات النهارية، أما سرايا الحراري، فقد حققت مكاسب ليلية وعلى مدى أسبوع، حيث كان كل عنصر من عناصرها الـ 500 يحمل أسلحة مجهزة بمناظير الرؤية الليلية، وفقًا للمجموعة، وهو ما غير قواعد اللعبة.
وقد تمكنت الفصائل المعارضة من تحقيق التفوق النوعي وبشكل كامل على الجيش السوري.