كتب أستاذ العلوم الجيوسياسية رافع الطبيب: حتى لا نغرق في التفاصيل والهوامش…
سقوط دمشق دون مقاومة وتسليمها لكتائب المخابرات التركية لا يجب ان يحجب عنا الوقائع التي ستحدد مستقبل سوريا :
1/الكيان يتقدم في الجولان ويبدأ تنفيذ مشروع انشاء المجال الأمني العازل ويعين بعض قادة الميليشيات المحلية من الدروز كضباط لجيش محلي على غرار جيش لحد في جنوب لبنان سابقا.
2/طيران العدو ينسف كل المنشآت الصناعية العسكرية وما تبقى من طيران حربي في قواعد دمشق وشمالها.
3/الفوضى هي الأفق الوحيد للوضع في سوريا. اسقاط الدولة هو الهدف وليس النظام. انطلقت التصفيات على الهوية في الشمال. تم نهب البنك المركزي. انفجر الصراع مع الأكراد في منبج التي دخلها داعش. ميليشيات القاعدة توجهت نحو حقول النفط لطرد مجموعات “قسد”.
4/واهم من يعتقد ان القوى الاقليمية لا تتحكم في ال37 فصيل مسلح التي دخلت دمشق. كل الدول لها، او ستسعى ليكون لها فصيلها المرتبط بأجندتها الخاصة وينفذ مشاريعها. سقوط النظام في دمشق اطلق ايدي الكثيرين ممن لم نشهدهم في الصورة.
5/لا مقارنة بين الوضعين في ليبيا وسوريا لان الصراع الداخلي سيكون قطعا اكثر دموية وتوحشا مما شهدته جارتنا الجنوبية على شراسته. لسوريا جيران يسعون الى شطبها دولة ودورا. فتركيا تسعى لفسخ الجغرافيا واسرائيل لالغاء الدور نهائيا. ان الانقسام العقائدي والطائفي يتحول حتما الى حرب اهلية زمن ضعف الدولة مثلما كانت الحال في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي في لبنان.
6/ان الفقر المدقع وانهيار الاوضاع الاجتماعية سيتفاقمان في سوريا التي لا يمكنها التعويل على ثروة باطنية تمكنها من احلال سلم اجتماعية. كما ان الاحتلال التركي غير ملزم بتحسين الظروف وهذا احدى مكامن التربص الاستراتيجي الذي تراهن عليه قوى اقليمية بعينها. فبعد الموجة الارهابية والفوضى، ستكون البلاد على موعد مع انفجار اجتماعي شبيه بما عاشه الشمال السوري منذ سنتين.
7/من الوهم تصور الجماعات الارهابية قادرة على نشر هيمنتها على كل الجغرافيا السورية. هذا سيجعلها لقمة سائغة لأعدائها في المستقبل القريب.
في الأخير، لا جدوى علمية ولا استراتيجية في الخوض في امور لا يعلمها الا اعتى قادة مخابرات الدول الكبري.
المهم، هو استقراء مآلات الزلزال وما سينجر عنه من تداعيات على منطقتنا. علينا التسلح بالقراءات الأكثر عمقا لتحركات الحلف التركي-الصهيوأمريكي نحو بقية الدول العربية والجوار وانتظار الموجة الآتية نحونا… لانها حتمية.
