الاستحمام بالماء الساخن، أكثر من مجرد روتين يومي، فهو تجربة استرخاء شاملة للجسم والعقل، إذ تعمل الحرارة الدافئة للماء على توسيع الأوعية الدموية، ما يساعد على تحسين الدورة الدموية وتخفيف التوتر العضلي، كما أنّ الاستحمام بالماء الساخن يساهم في تنظيف المسام وتطهير البشرة، ما يجعلها تبدو أكثر نضارة وشبابًا، ومؤخرًا أثبتت الدراسات أنّ الاستحمام بالماء الساخن لمدة ساعة يوميًا مفيدًا لصحة القلب.
فوائد الاستحمام في حوض الماء الساخن
بحسب صحيفة «ذا صن» البريطانية، فقد أثبتت دراسة حديثة أنّ قضاء ساعة في حوض الاستحمام الساخن يُخفض ضغط الدم ومستويات الأنسولين لدى الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني «القاتل الصامت»، والذي يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية أو النوبة القلبية، إذ يقول علماء من جامعة بورتسموث، إنّ زيادة درجة حرارة الجسم قليلًا، يمكن أن تقلل من الجهد الذي يبذله القلب، كما يؤدي إلى انخفاض الطلب على الطاقة، للحفاظ على دفء الدم إلى الحاجة إلى حرق عدد أقل من السعرات الحرارية.
ويقول مؤلف الدراسة الدكتور توماس جيمس: «هذا يعني أنّ القلب لا يحتاج إلى العمل بجد، للحفاظ على إمداد الجسم بما يكفي من الأكسجين، فعندما يضخ القلب كمية أقل من الدم حول الجسم، فإنه يقلل أيضًا الضغط داخل الأوعية الدموية، وهذه إمكانية مثيرة لإدارة مرض السكري من النوع الثاني باستخدام العلاج الحراري، ونأمل أن تؤدي هذه النتائج إلى تحسين الصحة والتحكم في نسبة السكر في الدم، وتحسين صحة القلب للأفراد المصابين بهذا المرض».
الاستحمام بالماء الساخن يعادل الجري 30 دقيقة
يساعد التعرض لدرجات حرارة عالية، أن يجعل الجسم يعمل بشكل أفضل، ليس فقط أثناء وجوده في حوض الاستحمام الساخن، لكن أيضًا بعد أيام من غمره فيه، بحسب الدكتور توماس، وكانت الدراسة قد شملت 14 مريضًا جلسوا في ماء بدرجة حرارة 40 درجة مئوية لمدة ساعة، من 8 إلى 10 مرات كل أسبوعين، وقد أدت الجلسة التي بلغت مدتها 30 دقيقة إلى تعزيز الدورة الدموية في الساقين بمقدار 4 أضعاف، كما أدى ذلك إلى انخفاض ضغط الدم ومستويات هرمون التوتر.
وادّعت دراسة أخرى أجرتها جامعة كوفنتري العام الماضي، أنّ الاستحمام في حوض ساخن قد يكون مفيدًا لك، مثل الجري لمدة نصف ساعة، إذ يشير الخبراء إلى أنّ هذه التقنية قد تساعد الأشخاص الذين يعانون من ضعف القدرة على الحركة أو عدم القدرة على ممارسة الرياضة في جني بعض الفوائد.
