أثار الموقف الجزائري من القمة العربية المنعقدة الثلاثاء في القاهرة التساؤلات، خصوصا بعد الإعلان عن عدم مشاركة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون فيها، وإعراب الجزائر عن استيائها ورفضها محاولات دول عربية معينة الهيمنة على مخرجات القمة وحصر العمل العربي المشترك في مربع ضيق، ووفقا “للعربي الجديد” فإن هذا الموقف يشير بشكل خاص الى السعودية ومصر.
ونقلت مصادر ديبلوماسية في الجامعة العربية للعربي الجديد أن “هناك امتعاضا شديدا في مصر حيال ما صدر في الجزائر أمس، وقلق مصري وانزعاج كبير من ذلك، وهذا واضح خلال الاتصالات والنقاشات التي تتم في الكواليس، لكونه جاء عشية القمة وإنه قد يشجع عددا من الدول العربية الأخرى على تبني نفس وجهة النظر الجزائريية”. وأضافت أن “الموقف الجزائري حول طبيعة المشاركة في القمة على مستوى الرئيس كانت إيجابية في البداية عند الإعلان عن الدعوة الى القمة”.
ولفتت المصادر للصحيفة إمكانية أن يكون “لقاء الرياض واستبعاد الجزائر منه، ربما أثارت حفيظة الجزائر ودفعه الى تغيير الموقف”. واعتبرت أن “الموقف الجزائري مبرر سياسيا بالنظر الى أهمية دولة مثل الجزائر، خصوصا نظرا لموقعها الحالي في مجلس الأمن، لكنه قد يقرأ في القاهرة والرياض على أنه إحراج سياسي للقمة العربية وترتيباتها”.
وبحسب التقرير فإن اعلان الرئاسة الجزائرية عن عدم مشاركة تبون في القمة جاء وفقا لمصادر تحدثت مع وكالة الأنباء الجزائرية على “خلفية الاختلالات والنقائص التي شابت المسار التحضيري لهذه القمة حيث احتُكر هذا المسار من قبل مجموعة محدودة وضيقة من الدول العربية التي استأثرت وحدها بإعداد مخرجات القمة المرتقبة بالقاهرة دون أدنى تنسيق مع بقية الدول العربية المعنية كلها بالقضية الفلسطينية”. وأكد المصدر أن أنه “حزت في نفس تبون طريقة العمل هذه التي تقوم على إشراك دول وإقصاء أخرى، وكأن نصرة القضية الفلسطينية أصبحت اليوم حكراً على البعض دون سواهم”.
وبسبب ذلك تبرز في السياق مخاوف من إمكانية أن يثير الموقف الجزائري أزمة في العلاقات، خصوصا مع مصر والسعودية، باعتبارهما الطرفين المرتبطين بشكل مباشر بالموقف الجزائري.