يشكو المواطنون في مختلف الأحياء على غرار الكبارية وجبل الجلود من شغب المراهقين والأطفال لا يتجاوز أعمارهم 14 سنة ٫ وشهدت هذه الأحياء حدة الشغب من هؤلاء الشبان اليافعين في شكل مجموعات متعددة الأفراد الذين يرشقون السيارات ووسائل النقل العمومية بالحجارة علاوة على المضايقات التي يتعرض لها بعض المواطنين في الطرقات وهذا من شأنه أن يخلق توترا وقلقا في صفوف المواطنين ..
ولهذا ارتأت السلط المحلية بالكبارية وجبل الجلود والسلط الجهوية بتونس بدق ناقوس الخطر حول حاضر ومستقبل أجيال المستقبل وحول مدى خطورة تعميق الاختلالات المجتمعية في أبعادها التربوية والقيمية والمعرفية والاجتماعية والاقتصادية … مما يجعل شغب بعض الأطفال والمراهقين ظاهرة تستحق المقاربة والمعالجة ورغم خطورتها ورغم أن الجميع يستطيع منها فإن المجتمع المدني غائبا في تأطير هؤلاء الشبان “المشاغبون” ولكن هذه المسألة مطروحة بصفة جدية النقاش العمومي المؤسساتي والإعلامي والمجتمعي لمعالجتها وإيجاد حلول ناجعة لها وبالتالي المساهمة المواطنية المسؤولة في إنقاذ أبنائنا من الاختلالات والسلبيات التي تعصف بمستقبلهم ومستقبل المجتمع والوطن ككل.
#image_title
وعلى هذا الأساس قامت كل من معتمديتي الكبارية وجبل الجلود والمجالس المحلية بالكبارية وجبل الجلود وعدد من إطارات التربية والتعليم والإطارات الأمنية والمختصين النفسانيين … بعقد اجتماع في الغرض وذلك بدار الثقافة الشهيد شكري بلعيد بغاية إيجاد حلول عاجلة ومستقبلية للحد من ظاهرة الشغب والعنف في الأحياء والطرقات .
حيث تم تشخيص هذه الظاهرة من حيث تمظهراتها وأسبابها ومحاولة إيجاد بعض الحلول بالقضاء عليها أو على الأقل الحد منها وذلك بالإعتماد أساسا على أراء الأولياء وإطارات ورجال التربية والخبراء والمختصين إلى جانب أراء المسؤولين المحليين بكلا من معتمديتي الكبارية وجبل الجلود… فقد شخصت الجلسة أسباب هذه الظاهرة بعدم الإهتمام بالدراسة والوعي بأهميتها وغياب روح المسؤولية خاصة عند بعض الأولياء وعدم احترام الأساتذة وسوء التربية من طرف الأسرة خاصة الفئة التي تعاني مشاكل أسرية واجتماعية والشعور بالملل والوحدة والتهميش والإقصاء والفراغ النفسي والقيمي…ومحاولة إثارة الإنتباه لإثبات الذات وأحيانا الشعور بالفشل الدراسي وغياب التواصل الإيجابي بين الأولياء ورجال التربية وبين الأولياء وأبنائهم إلى جانب مرافقة أصدقاء السوء وغياب جاذبية المؤسسة التربوية ودور الشباب ودور الثقافة وما يملأ فراغ هؤلاء الشبان اليافعين من وسائل وأنشطة ترفيهية وتثقيفية وغياب الرقابة الصارمة.
كما أكد المتدخلون على إحداث وانعقاد مجلس مشترك بين الأطر التربوية وأولياء التلاميذ بصفة دورية من أجل تطويق هذه الظاهرة والتواصل الإيجابي وتخصيص فضاءات وأنشطة تربوية وثقافية ورياضية لاستثمار حاجيات وطاقات التلاميذ والمراهقين بشكل إيجابي وإن اقتضى الأمر اللجوء إلى المعاقبة وتطبيق القانون في شأن هؤلاء المشاغبين ومساءلة أوليائهم …
كما أكد الحاضرون في الإجتماع على ضرورة انضباط الشبان اليافعين والتلاميذ وتعويدهم على الإمتثال للقانون والتعاليم الإجتماعية المثلى وتوعيتهم بأهمية ذلك والتواصل مع الأسرة القضاء على الأسباب الحقيقية للشغب والعنف والعمل على تطبيق القوانين واحترامها والقيام بأنشطة موازية على غرار دراستها٫ كنوادي ثقافية وأنشطة رياضة وفنية …
وتعبئة الأسرة والإعلام والمجتمع عامة للقيام بأدوار التوعية والتحسيس والتربية على القيم الإيجابية للأطفال والناشئة عامة واتخاذ قرارات صارمة في حق المشاغبين والخارجين عن القانون بتوفير الأمن الضروري وفرض احترام هبة الدولة وتطويق ومعالجة الظاهرة من خلال أشكال التواصل الإيجابي وحماية الناشئة من الظواهر السلبية المنتشرة كالهجرة غير المظامية والمخدرات والعنف المادي واللفظي …