كتاب يرصـد تاريخ المنظمة الفلاحية التونسية

يتنزّل هذا الكتاب ضمن البحث في تاريخ المنظمات والجمعيات وهو مبحث مهم نستطيع من خلاله فهم تطوّر وديناميكية المجتمعات وفاعلية نخبها وقد تزايد الاهتمام به في تونس خلال السنوات الأخيرة. يعدّ هذا الكتاب أول عمل علمي يتطرّق إلى تاريخ المنظمة الفلاحية التونسية العريقة حيث اهتمّت أغلب الدراسات ببقية المنظمات الأخرى وأغفلت المنظمة النقابية الفلاحية.

يرصد هذا الكتاب تاريخ المنظمة الفلاحية التونسية من 1956 إلى 1987 ومساهمتها في بناء تونس المستقلة ودورها الاقتصادي والاجتماعي وخصوصياتها وديناميكيتها وعلاقاتها وقد قمت بالتطرّق إلى كل ذلك إيمانا مني بأهمية الحركة النقابية الفلاحية وبأهمية القطاع الفلاحي في تونس هذا علاوة على رغبتي في إنصاف الفلاّحين التونسيين الذين اضطلعوا ولازالوا يضطلعون بدور كبير على جميع المستويات والذين يستحقّون مزيدا من الاهتمام والبحث.

يتناول هذا الكتاب تاريخ المنظمة الفلاحية التونسية خلال الفترة الممتدة بين 1956 و1987، أي فترة حكم الحبيب بورقيبة التي تلت مرحلة الاستعمار ومثّلت بداية بناء الدولة الوطنية، وهي مرحلة مهمة من تاريخ تونس المعاصر، ولئن تطرّقت العديد من البحوث والدراسات إلى هذه الفترة فإن عدّة جوانب منها لازالت غامضة وتستحق مزيد البحث خاصة فيما يتعلّق بتاريخ المنظمة الفلاحية.

وحول هذا الكتاب يقول السيد معز بن زغدان رئيس الإتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري :

“الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري منظمة وطنية تكوّنت من عمق الشعب وقدّمت العديد من أبنائها فداءً لتونس ودفاعا عن أرضها وحريتها في معركة الاستقلال.

والاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري إذ يدين لجيل المؤسسين بما قدّموه من نضالات وتضحيات يحفظها التاريخ وتحضر دائما في ذاكرة العائلة الفلاحية، فإنّه يرى أن تاريخ الفلاحين الحافل بالمواقف والنضالات الوطنية لم يلق ما يستحقّه من اهتمام ضمن البحوث والدراسات والتأريخ.

وهذا الكتاب هو رحلة في تاريخ الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري منذ التأسيس على أمل أن يمثّل هذا العمل القيّم والمهم دافعا للمختصين في التاريخ حتى يوجّهوا نظرتهم نحو الأرض ومن يخدمها وفي الأرض تاريخنا ومستقبلنا”.

معز بن زغدان رئيس الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري.