أخبار عالمية

لندن: الجالية السودانية تنتفض ضد استخدام الأسلحة الكيميائية في السودان

    في مشهد إنساني مؤثر أمام مبنى البرلمان البريطاني في لندن، نظّم العشرات من أفراد الجالية السودانية تظاهرة حاشدة، رفعوا خلالها أصواتهم المكلومة وارتدوا السترات الصفراء والأقنعة الواقية من الغازات، في مشهد رمزي عبّر عن رفضهم الشديد لاستخدام الأسلحة الكيميائية في الصراع الدموي المستمر في وطنهم الأم.

حمل المتظاهرون لافتات كُتبت عليها عبارات مثل “أوقفوا القتل في السودان”، و”لا للأسلحة الكيميائية”، و”أين ضمير العالم؟”، في محاولة لاستنهاض الضمير الإنساني العالمي للضغط من أجل تدخل دولي عاجل.

وجاءت هذه الوقفة الاحتجاجية وسط تصاعد المخاوف الدولية من استخدام الجيش السوداني ومجموعات مسلحة متحالفة معه لأسلحة محرمة دولياً في هجماتهم ضد المدنيين، لا سيما في إقليم دارفور والمناطق المحاصرة في العاصمة الخرطوم.

وقد أشارت تقارير صحفية وإفادات شهود عيان إلى وقوع عدة هجمات يُعتقد أنها تمّت باستخدام مواد كيميائية سامة، ما أدى إلى حالات اختناق ووفاة بين المدنيين، بينهم نساء وأطفال.

دعوات للتحقيق والمساءلة الدولية

المتظاهرون وجّهوا نداءات مباشرة إلى الحكومة البريطانية والمنظمات الحقوقية والأمم المتحدة لفتح تحقيق فوري وشفاف بشأن هذه المزاعم، مؤكدين أن “الصمت الدولي جريمة أخرى مضافة إلى سلسلة الجرائم التي تُرتكب يومياً في السودان”. وطالبوا بإرسال لجان تقصّي حقائق دولية ومستقلة، وتفعيل آليات المحاسبة الدولية ضد من يثبت تورطهم في ارتكاب جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية.

حرب ضروس تدخل عامها الثالث تأتي هذه التحركات الشعبية في لندن تزامناً مع دخول الحرب الأهلية السودانية عامها الثالث منتصف أبريل الماضي، وهي حرب أشعلتها صراعات السلطة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وسرعان ما تحولت إلى نزاع شامل أفرز مشهداً معقداً من الفوضى والدمار.

وقد شهدت الفترة الأخيرة تصاعداً حاداً في وتيرة العنف، خاصة مع دخول ميليشيات إسلامية متطرفة وكتائب غير نظامية على خط المواجهة، ما زاد من تعقيد المشهد وأدى إلى ارتكاب انتهاكات مروعة ضد المدنيين، بما في ذلك القتل الجماعي، والاغتصاب، والتطهير العرقي.

أزمة إنسانية خانقة ونزوح غير مسبوق

وبحسب تقديرات منظمات إنسانية، فإن الحرب أدت حتى الآن إلى نزوح أكثر من 10 ملايين شخص داخلياً وخارجياً، في واحدة من أسوأ أزمات اللجوء في العالم حالياً.

كما تسببت المعارك المستمرة في انهيار شبه تام للبنية التحتية، وشلل المؤسسات الصحية والتعليمية، وندرة في الغذاء والدواء، مما زاد من معاناة السكان بشكل غير مسبوق.

رسالة للعالم من قلب لندن

وفي ختام الوقفة، أكّد المتظاهرون السودانيون في لندن أن تظاهرتهم ليست سوى صرخة من آلاف الأصوات التي لم تُسمع بعد داخل السودان، محذرين من أن الصمت الدولي تجاه ما يجري يمنح الضوء الأخضر لاستمرار الانتهاكات.

وأعربوا عن أملهم في أن يكون لهذه التظاهرة صدى داخل أروقة القرار في لندن وبروكسل ونيويورك، وأن تفضي إلى خطوات ملموسة لوقف الحرب، وإنقاذ أرواح الأبرياء، ومحاسبة من تلطخت أيديهم بالدماء والغازات السامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى